تطالعنا بعض آراء المتشددين دينيا بآراء غاية فى التطرف وعدم التحضر والجهل، ومع الأسف ما أكثر هؤلاء الآن.. فمنهم من يتحدث عن إعصار ساندى، الذى ضرب الولايات المتحدة وتقدر خسائره بحوالى عشرين مليون دولار وتهديد لحوالى خمسين مليون نسمة، بالإضافة إلى عدد ليس بقليل من الضحايا، ومن تم إجلاؤهم عن منازلهم بأنه انتقام إلهى، فياللعجب.
فلقد نسينا أن نشعر بمقدار الكارثة الإنسانية، التى يتعرض لها هذا الشعب. فنحن يجب أن نتعلم كيف نفصل بين الحكومات والشعوب. فالحكومات لها سياستها ومصالحها الخاصة والتى قد تكون بلا أخلاق أو مبادئ أو حتى ضمير.. فنحن جميعا نتذكر القنبلة النووية التى أسقطتها أمريكا على هيروشيما وناجازكى فى نهاية الحرب العالمية الثانية سنة 1945. فالحكومة الأمريكية هى التى اتخذت القرار وليس الشعب الأمريكى هو الذى قصف المدنيين، مما أدى إلى موت 200 ألف نسمة فى اليوم الأول من سقوطها ويعتبر هذا من أكبر الجرائم الإنسانية فى التاريخ.
ومن ناحية أخرى يجب علينا أن نتساءل هل ما يحدث الآن فى الولايات المتحدة من إعصار مدمر هل هو انتقام إلهى أم ما يحدث فى الوطن العربى حاليا من كوارث طبيعية من زلازل كما حدث فى اليمن سنة 1981 والقاهرة عام 1992 والجزائر عام 1954 وزلزال ليبيا عام 1990 وفيضانات أندونسيا 2004 وكان أكثر الضحايا هم من المسلمين وموت آلاف من البشر والجفاف فى الصومال والمجاعة وأكثرهم أيضا من المسلمين هو بعينه الانتقام الإلهى إذا ما اتبعنا نفس النظرة المتشددة.. ألم تكن الحرب العرقية ضد البوسنة والهرسك هى أيضا انتقام إلهى.
كما يتعين علينا أن نتساءل أيضا هل فرق إعصار ساندى وتسونامى بين المسلمين والمسيحيين وأى أصحاب ديانات أخرى؟ هل فرق الإعصار المدمر بين الشيوخ والأطفال والرضع الذين لا ذنب لهم سوى أنهم ولدوا على هذه الأرض؟ ألا يجب أن نتقى الله ونعلم أن ما أصاب هذه البلاد هو ابتلاء من عند الله لأسباب لا يعلمها إلا الله، ألا يجوز أن تكون هذه الكوارث الطبيعية آية من آيات الله لكى تهدى المتشككين فى وجود الله وقدرته وحدوث اليوم العظيم؟ فلا يجوز بأى شكل من الأشكال التشفى فى هذا الشعب فى هذه الظروف.
هذا ولقد فات على من يتحدثون عن الغرب بأنه فاسق وأنهم شعوب بلا أخلاق وتستحق مايحدث لهم من غضب إلهى وكوارث طبيعية، أنهم يطبقون تعاليم الإسلام الحقيقية فيما يتعلق بالعمل واحترام الحريات الشخصية للباقين واحترام العقائد المختلفة ويأخذون بالأسباب وإلا ما كانوا وصلوا إلى ما وصلوا إليه الآن من تقدم فى جميع المجالات ورقى وتحضر وأمانة وإخلاص فى العمل وتضحية فى سبيل الوطن بدون رشاوى ولا وساطة ولا قلة ضمير.. ولقد تناسى هؤلاء ما يحدث لنا نحن المسلمين الذى تفشى فينا الحقد على بعضنا البعض وتغليب المصلحة الشخصية على المصلحة العامة وانتشار الفساد والفوضى وعدم احترام القانون وتوحش الرأسمالية وخروجها عن مضمونها وانتشار الإرهاب والتطرف وغيرها من الصفات التى نتصف بها نحن المسلمين مع عميق الأسف وليس الغرب.. وهو ما أدى بالعالم الإسلامى إلى ما وصل إليه من جهل ومرض وتخلف.. ذلك أننا نرى أننا فوق الحساب والعقاب.. ويجب أن نتوقف فى هذا المجال لنسأل أنفسنا بأمانة: لماذا إذن نذهب إليهم لنتعلم ونستفيد منهم فى مجالات الطب والهندسة وغيرها وهم أهل الفسق والفجور؟
فلنتذكر أن الله يحب العبد، الذى يتقن عمله وأن الدين هو المعاملة.. يجب أن نتذكر سويا حديث الرسول عن أبى هريرة رضى الله عنه، أنه قيل ادع يا رسول الله على المشركين فقال لم أبعث لعانا وإنما بعثت رحمة.. صدقت يا رسول الله. فلنطلب من الله الرحمة للموتى من هذا الشعب وأن يخفف عنهم ما ابتلاهم به، أما حسابهم فهو عند ربهم ويحاسبهم الله كما يشاء ولا دخل لنا فى مشيئته وتقديره.
ومن الطرائف التى تدل على مدى ما وصلنا إليه من التخلف مانشرته الواشنطن بوست من خبر عن أحد مواقع الفيس بوك الموالى للنظام السورى مدعيا أن ما حدث فى أمريكا من إعصار من أهم أسبابه موقف أمريكا من سوريا وإيران وأنهم استخدموا أجهزة متطورة لإحداث هذا الإعصار؟ هذا ما تم نشره بالفعل بلا تعليق.
عدد الردود 0
بواسطة:
amr
بطلوا جهل وهبل
عدد الردود 0
بواسطة:
د. محمد سمير
كلام موزون
عدد الردود 0
بواسطة:
عماد
اللهم لا شماته
عدد الردود 0
بواسطة:
m.m
نظرة غير عادلة للكاتبة
عدد الردود 0
بواسطة:
سامح محى
مقال جميل ولكن؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
عدد الردود 0
بواسطة:
د / علاء الدين سعد
كوارث العرب .. الجهل و الفتاوى ؟؟
عدد الردود 0
بواسطة:
ابو مريم
الشماتة حراااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااام
عدد الردود 0
بواسطة:
ثريا حنفى
حقا
من أعمالكم سلط عليكم !!
عدد الردود 0
بواسطة:
فكرى شفيق
تسونامى يتحدى ساندى
عدد الردود 0
بواسطة:
عابر سبيل
بدون تعليق