أكرم القصاص

الإرهابيون والمتواطئون فى سيناء

الإثنين، 12 نوفمبر 2012 07:01 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الانفلات يأتى من استمرار احتقار القانون والدولة.. وقبل أن نتحدث عن استعادة هيبة الدولة علينا أن نستعرض هؤلاء الذين يحتقرون الدولة ويحتقرون مواطنيها ويرفضون القانون وأى قواعد يضعها المجتمع.
عندما نستعرض ما يجرى فى سيناء على سبيل المثال نكتشف أننا أمام أنواع من الزعامات والقيادات تنتسب بعضها لتنظيم القاعدة وتنظيمات إرهابية اختلطت مصالحها وتداخلت مع أجهزة الاستخبارات فى العالم والمنطقة، ولم تعد لمثل هذه الجماعات المسلحة من إنجازات سوى السعى لتفكيك أى دولة وتفجيرها من الداخل، فالصومال أصبح السلاح فيها أكثر توفرا من الخبز، والعراق تفسخت، وسيناء الآن مكان لتجمع كل أنواع الإرهابيين ممن يزعمون مواجهة إسرائيل وهم لم يطلقوا عليها رصاصة، ولا يوجد فى تاريخ القاعدة وتنظيمات الإرهاب أى عملية فى مواجهة قوات الاحتلال، بل ضد مواطنين مسلمين وعرب أبرياء فى كل مكان.
وعندما تصبح سيناء مكانا لتجمع الإرهابيين، فهذا يعنى أنهم يحتقرون الدولة وأجهزتها وقوانينها، ولا يرون ما يستدعى خوفهم، ولما يظهر من بين المدعين من يطلب التفاهم مع هؤلاء والتسامح معهم فنحن أمام احتقار واضح لعقلية المواطنين وللقانون، ويبدو أن السادة الإرهابيين من الدول المجاورة والموازية أصبحوا متأكدين أن سيناء تمثل بالنسبة لهم مكانا آمنا يخلو من المنغصات، فأصبحوا يستدعون بعضهم باعتبار سيناء أرضا بلا صاحب، كما أنهم يكررون الاعتداء على الشرطة والجيش، لتيقنهم أنهم لن يواجهوا أى مقاومة.
وبعد أسابيع من الحملات، مازال الإرهابيون فى سيناء يتحركون بحرية، ويتحدون الدولة وأجهزتها، ويستدعون أصدقاءهم من مناطق مختلفة بالعالم، لينعموا بالراحة والحرية فى سيناء، وربما يبدأون فى التوسع، لإقامة إمارات الأعلام السوداء، بعد تحريرها من المواطنين.
يمارس الإرهابيون فى سيناء تحديهم لأن جهود المواجهة لا تستند إلى معلومات، ولا توجد أى حقائق أو معلومات عن هؤلاء الذين يمارسون العبث وكأن هناك من يريد التغطية على الأمر، ويتم تجاهل معلومات عن قيادات هاربة أو مختبئة، تمارس تحركاتها بحرية، وتعرف أنها خارج الحساب.
لقد خرجت قيادات أمنية من أسابيع لتعلن أنه تم التوصل لمرتكبى ومخططى مجزرة الاعتداء على جنودنا فى رفح، ومرت الأيام ولم يتم الإعلان عن الفاعلين، ثم تكررت حوادث الاعتداء على الكمائن فى العريش، ولم يتم القبض على الفاعل أو المخطط، وسمعنا عن مساع للتفاهم أو التفاوض، فى سابقة غريبة، ولم نعرف نتائج هذه المساعى.
ثم تتوارد الأنباء عن قيادات لتنظيمات إرهابية من ليبيا ودول عربية وآسيوية جاءت واستقرت فى سيناء، بما يعنى أن هذه القيادات لا ترى أى داع للقلق، من كل الإجراءات والمواجهات، وربما نفيق على قواعد مسلحة لهذه الجماعات التى تستعرض قواها، وتتحدى الدولة، وتخرج لسانها للجميع، بدعم أو تواطؤ أو تحالف.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة