سعيد الشحات

تفرغوا لهدم الأهرامات

الإثنين، 12 نوفمبر 2012 10:06 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بقيت مسكونا بنداء السفير معصوم مرزوق وكيل وزارة الخارجية السابق والكاتب المميز، إلى قدامى رفاق السلاح بـ«حمل السلاح مرة ثانية دفاعا عن سيناء»، والذى نوهت عنه فى مقالى أمس، حتى أفقت مساء، على نداء أصابنى بالهم والغم والكرب العظيم، أطلقه قيادى بالدعوة السلفية الجهادية اسمه مرجان سالم الجوهرى.

«مرجان « كان ضيفا على برنامج العاشرة مساء للإعلامى وائل الإبراشى مساء أمس الأول، للحديث عن رؤيته فى تطبيق الشريعة الإسلامية، وأطلق خلالها قذائف مفزعة، أبرزها قوله: «غير المسلمين إذا قبلوا دفع الجزية، ودفع ما عليهم فأهلا وسهلا، أما غير ذلك فسنطبق الشريعة عليهم وفقا لتعاليم الإسلام».

«مرجان» لم يكتف بذلك، بل انطلق إلى «بلوى» وليست «فتوى»، بقوله، يجب تحطيم التماثيل التى تمتلئ بها مصر، وأن المسلمين مكلفون بتطبيق شرع الحكيم ومنها إزالة تلك الأصنام، ولما سأله الإبراشى عما إذا كان يعنى تحطيم الأهرامات وأبوالهول؟، قال بلا تردد: «نعم نحن حطمنا تماثيل بوذا فى أفغانستان وسنحطم أبو الهول والأهرامات لأنها أصنام ووثن تعبد من غير الله وبالتالى فنحن مكلفون بتحطيمها».

«مرجان» ونداؤه، الذى يعطى الشعب المصرى إجازة من العلم للتفرغ لحمل الفؤوس والمقاطف وتجهيز المعدات لهدم التماثيل، لم يهتز للردود الرافضة من الشيخ عبدالفتاح مورو نائب رئيس حركة النهضة التونسية «الإسلامية»، ومن الكاتب الصحفى نبيل شرف الدين، وقال تعليقا على عدم إقدام عمرو بن العاص رضى الله عنه الذى فتح مصر على هذه الخطوة: «لم تكن هناك الأدوات اللازمة لذلك».

كان الشيخ عبدالفتاح مورو يقدم اجتهادا إسلاميا آخر فى الحلقة قائلا فيه لـ«مرجان»: «من أنتم ومن انتدبكم حتى تريدون إدارة شؤون العباد هكذا، إن تعاليم الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وتعاليم الإسلام تنهى عن استخدام اليد فى تطبيق شرع الله».

لا أضع نداءات «مرجان» فى مقارنة مع نداء معصوم مرزوق الذى دافع عن سيناء ضابطا مقاتلا فى سلاح الصاعقة، ودفن بيديه فى ترابها شهداء أبرار كانوا معه فى حرب أكتوبر 1973، لكن أيهما يلبى نداء شرع الله؟، ليس هذا فحسب، بل نتساءل: أيهما أصح، الشريعة التى تحدث عنها «مرجان» أم التى تحدث عنها الشيخ عبدالفتاح مورو؟!.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة