إبراهيم عبد المجيد

الرهان الخاطئ والطريق إلى سوريا 2/2

الجمعة، 16 نوفمبر 2012 12:23 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تتراجع إذن الدولة الجديدة أو الحكام الجدد عن كل ما وعدت به أو ما رفعته الثورة من شعارات، وطبعا لن أتحدث عن الهراء الذى يحدث فى الحياة نفسها من دعوات فى المساجد على الليبراليين والثوار ومن اعتداءات على المسيحيين - خطف للفتاة الصغيرة سارة من مدينة الضبعة والاعتداء الأخير على أرض بطريركية فى شبرا ورفع لافتة مسجد الرحمة على أرضها - ولا عن الهجوم على الفنانين وغير ذلك لأنه كله يدخل فى هذيان سببه أن البعض اعتبر وصول الدكتور مرسى إلى الحكم وصولا لمندوب الله على الأرض ونصرة للإسلام الذى تأخر رافعو رايته عن الثورة كثيرا وخذلوها كثيرا. وهؤلاء الذين اعتبروا الدكتور مرسى تجسيدا لمشيئة الله اعتبروا أنفسهم بدورهم ظلالا لله على الأرض.

هؤلاء لن أتحدث عنهم ورأيى فيهم كما كتبت هنا من قبل، أنهم يسيئون للدكتور مرسى أكثر من إساءتهم لأعدائهم، وسيكونون فى النهاية سببا من أسباب انفجار الأوضاع ضد الدكتور مرسى وضد حزب الحرية والعدالة المرجع الوحيد الآن للأحكام والحكام؟

الصورة تبدو مشوشة والحكى سيطول خاصة إذا أضفنا إليها ما يحدث فى سيناء، لكن سنبتعد عن ذلك كله لنعود إلى ما سبق واتخذ من قرارات لتصفية النظام القديم ورجاله، خاصة من اتهموا بقتل الثوار، وسنجد مباشرة أن أحدا لم يعاقب غير مبارك والعادلى انتظارا لحكم النقض، كل المتهمين حصلوا على البراءة، أما من ساهم فى ذلك من رجال الجيش فى ماسبيرو ومحمد محمود وغيره ومن عذبوا الناس فى المتحف المصرى وفى مجلسى الشعب والشورى، فلم يتم تحويلهم لأى تحقيق مدنى أو عسكرى باستثناء الطبيب الضابط الذى اتهم بكشف العذرية وحصل على البراءة. شهرا بعد شهر تنعقد المحاكمات التى تؤجل كثيرا ثم يحصل كل المتهمين بالقتل على البراءة. يثور الناس أحيانا فيطعن النائب العام على الحكم وأحيانا لا يطعن. وصار معروفا أن النيابة نفسها والقضاة يشكون من قلة الأدلة وعدم استيفائها من الجهات المعنية التى طبعا لن تكون غير وزارة الداخلية أو الدفاع أو المخابرات أحيانا. لاحكم ولا متهم بديل عن المتهمين! حتى موقعة الجمل ضاعت فى هذا الجو ولم يعد أحد يعرف كيف ضاعت.

وهكذا صار واضحا أن هناك إصرارا على ألا يفوز الشعب بثورته رهانا على النسيان وفقدان الأمل أو الخوف. وهكذا لا قصاص من النظام السابق ولا عدالة اجتماعية ولا حريات تعبير بعد أن تمت أخونة الصحف القومية والإعلام. أقول إن هذا رهان خائب لسبب بسيط هو أن هذه الثورة فجرها شباب لن يهدأ ولن تدركه الشيخوخة مبكرا وسيساعده كثيرا فشل الحكومة فى الجانب الاقتصادى من عملها الذى يبدأ من عجزها عن توفير أنبوبة الغاز إلى إهمالها لألف باء المطالب الاقتصاية مثل رفع الحد الأدنى للمرتبات، وخفض الحد الأعلى والاستجابة إلى مطالب الفئات المختلفة وعلى رأسها الأطباء الذين يراد لهم أن يكونوا شحاذين. لكن ليست المشكلة فى الرهان الخاطئ فقط.

المشكلة فى الإجابة عن سؤال إلى أين تتجه الأمور فى مصر وكيف ينفتح الطريق إلى الحالة السورية. الورقة الأخيرة التى ستظهر فى يد الحكام فيما سيأتى من أيام بعد أن تصل الأمور إلى آخر الطريق المسدود هى القمع والبطش بشكل عام اعتمادا على البوليس، وعلى الجيش وهذا ما أعنيه بالحالة السورية. بمعنى أنه بعد إرهاق الثورة والثوار بعدم الاستجابة إلى أى طلب من مطالبهم، ستحين اللحظة التى يتصور فيها الحكام أنها لحظة النهاية لهذه الثورة. سيكون الشعب قد أرهق اقتصاديا ونفسيا وسيخيل إلى أصحاب القرار أن أحدا لن يعود إلى الثورة، ولابد من الإنهاء عليها. وهذا ليس تفكير الحكام فقط أو ما يبدو منه اعتمادا على ما يفعلون. هذه رغبة الولايات المتحدة الأمريكية أيضا. أمريكا التى ساندت الإخوان المسلمين وتساند إسرائيل لا تريد دولة ديمقراطية فى المنطقة. هذا كلام أعلنه المفكر الأمريكى نعوم تشومسكى حقا، وهو صحيح. لكنه أيضا رهان خاطئ على الحالة المصرية الآن. فالمذبحة ستطول الجميع وستدخل مصر فى كارثة لن يتحملها الحكام، وستكون صحراء سيناء قد ضاعت لتحل مشكلة إسرائيل مع غزة وسيكون الملايين من المصريين قد فقدوا كل أسباب الحياة فسيتقدمون للموت وربما وهذا هو الأخطر سيكون ذلك مدخلا لفصل جنوب مصر عن شمالها وإقامة دولة مسيحية ودولة إسلامية. وما يتهم به النظام الآخرين من دعوات الانفصال سيفعله هو بيديه، بإرادته كما تشاء الأمور فى سيناء أو غصبا عنه، حين يمشى مع السياسة الأمريكية إلى آخر الطريق ثم تظهر أهدافها وتجبره عليها. أو سينفتح الطريق إلى انقلاب عسكرى ويعيد الإخوان الحكم إلى المؤسسة العسكرية ويدخلون السجون التى يعشقونها!








مشاركة

التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

Hypatia

المبــــــــــــــــــــــــــــــدع الكبــــــــــــــــــــــــــير

عدد الردود 0

بواسطة:

Jimmy

hxTcjgpkoWtCTyRKK

Craeted the greatest articles, you have.

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة