ناصر عراق

سحب السفير وزيارة قنديل.. هل يكفيان؟

الأحد، 18 نوفمبر 2012 10:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل تذكر العدوان الإسرائيلى على لبنان فى صيف سنة1982 ؟ وكيف وصلت دبابات الدولة الصهيونية إلى حدود أول عاصمة عربية وأعنى بيروت؟ وهل تذكر مذبحة صابرا وشاتيلا المشئومة التى نفذتها قوات الاحتلال ضد أهلنا بفلسطين فى تلك الفترة حالكة السواد؟ وأعتقد أنك تذكر أيضاً رد فعل الرئيس مبارك آنذاك؟.

لقد أجبر الرجل على اتخاذ قرار بسحب السفير المصرى من تل أبيب، فى محاولة لامتصاص الغضب الشعبى العارم الذى اندلع فى المدن المصرية الكبرى فى تلك الفترة، ثم بعد أن أنجزت إسرائيل مهمتها المشبوهة وطردت رجال المقاومة من لبنان انتهى الأمر، واطمأنت إسرائيل على أمنها وسلامتها، وعاد السفير المصرى إلى العاصمة الدموية، وانهمرت على مبارك حزمة من الأوصاف التى تعده (الكنز الاستراتيجى لإسرائيل)، بحسب تعبير أحد قادة الدولة العربية!.

هذا حدث قبل ثلاثين سنة، والآن قتلت إسرائيل أحمد الجعبرى، أحد أبرز قادة حماس العسكريين، فى الحملة المتواصلة على قطاع غزة حتى كتابة هذه السطور (صباح 17/11/2012)، فماذا فعل الرئيس مرسى؟ قام بسحب السفير، ثم أعقب ذلك زيارة الدكتور هشام قنديل، رئيس الوزراء، إلى غزة، أما إسرائيل فواصلت عملياتها العسكرية بعنف وإصرار، ضاربة عرض الحائط بقرار سحب السفير وزيارة رئيس الوزراء، لأنها تعلم جيدًا أن هذه التصرفات (الثورية) مجرد فقاعات إعلامية لامتصاص الغضب لا أكثر ولا أقل!
لماذا؟

لأن قادة إسرائيل يعلمون جيدًا أن نظام الرئيس مرسى لا يختلف جذريًا عن نظام من سبقه، وأنه مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالولايات المتحدة الأمريكية، ربيبة إسرائيل، وأنه يلهث الآن للاقتراض من البنك الدولى الذى تتحكم فيه أمريكا، مثلما كان يفعل مبارك بالضبط، وأنه، أى الرئيس مرسى وجماعته، لم يتخذ أية قرارات ثورية حقيقية تعيد صياغة العلاقات مع القوى الكبرى، وأمريكا على رأسها، على أساس من الندية والكرامة، وللأسف لن يستطيع من يحكموا مصر الآن فعل ذلك بسبب انتماءاتهم الفكرية ومصالحهم الاقتصادية التى تنحاز إلى الأغنياء، وتخاصم الفقراء. (لاحظ من فضلك أن الأمريكان يطلبون من الرئيس المصرى التدخل لدى حماس للتهدئة، وهم يدركون تمامًا أنه سينفذ طلباتهم).
هذا باختصار شديد ما يفسر لك أن قرار سحب السفير وزيارة قنديل لن يؤثرا فى مواقف إسرائيل العدوانية لا الآن، ولا غدًا، وسيظل الشعب الفلسطينى العظيم يدفع من دم أبنائه فاتورة البحث عن حريته واستقلاله، إلى أن يحكم مصر نظام ثورى حقيقى، فتتغير المعادلة تمامًا!.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة