د. حامد طاهر

الإخوان وقضية فلسطين

الجمعة، 02 نوفمبر 2012 02:07 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا يوجد أدنى شك فى أن قضية فلسطين كانت من أهم القضايا القومية التى اهتم بها الإخوان، تحت زعامة منشئها الكبير حسن البنا. فهو الذى دفع شباب الإخوان إلى التدريب العسكرى، ثم التطوع للمشاركة الفعلية فى حرب فلسطين سنة 1948، وكان الدافع لذلك هو أن فلسطين أرض عربية إسلامية، وأنها تتعرض لاغتصاب دولى من جانب الصهيونية العالمية، لذلك كان واجبا، بل فرضا دينيا أن يهب الإخوان لنصرة أهلها، والدفاع عنها وعن مقدساتها الإسلامية.

لكن المؤامرة الصهيونية كانت أكبر وأوسع بكثير من جهود الإخوان، بل من جهود كل الجيوش العربية التى حاولت وفشلت، نتيجة ضعف الإمكانيات، وغياب التنسيق، وعدم الإحساس الكامل بالمسئولية القومية المشتركة، وهكذا ضاع الجزء الأكبر من فلسطين، وأقيمت دولة إسرائيل، التى اعترفت بها على الفور الدول الكبرى فى العالم، وفى مقدمتها الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتى (حينئذ) وبريطانيا وفرنسا.

ومع ذلك فإن الأمور لم تستقر تماما للدولة الجديدة فى وسط عربى رافض تماما لزرعها بالقوة، وليس بالحق، فى هذا المكان. لهذا راحت الحروب تتوالى بين الدولة الصهيونية والبلاد العربية المجاورة لها، ومنها مصر وسوريا فى سنوات (56، 67، 73). وعلى الرغم من وجود معاهدة سلام بين مصر وإسرائيل برعاية أمريكية على المستوى الرسمى، فإن الشعور الشعبى فى مصر، بل وفى كل البلاد العربية دون استثناء مازال رافضا لهذا الكيان المغتصب، والمدعوم بالكامل من الغرب، والمستمر فى انتهاك القوانين الدولية والأعراف الإنسانية ضد شعب فلسطين، الذى يمارس عليه الطرد والإقصاء والسجن والتنكيل.
وبالنسبة إلى الإخوان، فقد ظلوا يطالبون بتحرير فلسطين، وبالأخص عودة القدس، التى تضم (أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين).. وقد اقتصرت هذه المطالبة بالطبع على التظاهر داخل الجامعات المصرية، مرتين أو ثلاثا فى كل أسبوع تقريبا. وقد شهدت بنفسى هذه المظاهرات، التى كان النظام السابق غير راض عنها، ولكنه مع ذلك كان يتركها تحدث. والسبب أن الدولة كانت تحاول استخدمها كورقة ضغط فى يدها عند التفاوض أو التباحث السرى مع الكيان الصهيونى!

والآن أصبح الحكم فى مصر فى يد الإخوان، وهم قادرون على تسيير عشرات بل مئات المظاهرات الحاشدة من أجل فلسطين، وفى سبيل القدس الشريف.. لكن شيئا من ذلك حتى الآن لم يحدث، صحيح أن المشكلات بل والأزمات الداخلية فى مصر ضخمة وصعبة الحل، لكن منذ متى تخلى الإخوان عن أحد مبادئهم الأساسية التى ارتبطت منذ نشأتهم بقضية فلسطين؟! لقد كانت هذه القضية هى أحد محاور وجود الإخوان واستمرار جماعتهم، بل إنها كانت (الدينامو) الذى يحرك مشاعر شبابهم ضد الأنظمة العربية القائمة آنذاك.

ومن هنا كانت (صيغة) خطاب تكليف السفير المصرى فى إسرائيل صدمة بكل معنى الكلمة، ليس لمن هم من غير الإخوان، بل للإخوان أنفسهم. ولهذا صمتوا جميعا، وحاول بعض مستشارى الرئيس الرد فلم يقنعوا أحداً.. والخلاصة التى يمكن أن نخرج بها من هذا كله "أن ممارسة السياسة أو معاناتها ليست مثل معارضتها!".








مشاركة

التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

مصطفي عبد الحميد

ايها الاستاذ الكبير

عدد الردود 0

بواسطة:

علي

أستاذ يا أستاذنا

والله أستاذ، ويا ريت حد منهم يرد

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة