الفيديو الأكثر انتشارا على يوتيوب حاليا عبارة عن مجموعة مختارة من الشتائم والبذاءات التى يعاقب عليها القانون للمدعو وجدى غنيم وهو يهاجم القوى المدنية التى أعلنت انسحابها من الجمعية التأسيسية للدستور.
طبعا من حق وجدى غنيم وغيره أن ينتقدوا أداء أعضاء الجمعية الـتأسيسية، وأن يرفضوا ما شاءوا من مواقف واتجاهات وآراء هؤلاء الأعضاء، لكن ليس من حق غنيم الذى يتمسح فى الدعاة الإسلاميين أو غيره، أن يحولوا النقد إلى نوع من الردح البلدى القبيح والشتائم الجارحة، خاصة أنه بذلك ينتقص من هيبة الدعاة ويقدم صورة مغلوطة عن أخلاقهم وسلوكهم وطريقة تفكيرهم.
كيف لرجل يرجو لنفسه أن يكون داعية إسلامية يصف المختلفين معه سياسيا بأنهم «أنجاس ورقاصين ومطبلاتية»؟
كيف لشخص يرجو أن يؤلف القلوب بالحكمة والموعظة الحسنة كما دعا الرسول صلى الله عليه وسلم، أن يتهم مخالفيه بأنهم كفار وكارهون للإسلام وللدين؟
كيف لرجل يسعى للتأسى بالرسول الكريم، إمام الدعاة الذى كان خلقه القرآن أن يقارن بين التعايش مع الأقباط إخوتنا فى الوطن وبين التعايش مع الكلاب والقطط فى الشوارع؟ بل ويتوعد فى بذاءة منقطعة النظير قائلاً: «الكلب اللى بيقل أدبه بياخد على دماغه».
مثل هذا الكلام السفيه والعدوانى هو أخطر على السلام المجتمعى من البلطجة والسرقة بالإكراه والتحرش الجنسى وتجارة المخدرات، لأنه لا يؤدى إلا إلى مزيد من الاحتقان بين تيارات وفئات المجتمع، وينشر الفتنة بين أبناء الوطن الواحد، ويزيد من حالة العنف المجانية التى تجتاح الناس.
الدولة ممثلة فى وزاراتها وأجهزتها الدفاعية يجب ألا تركن إلى أن النظام الحاكم يديره محسوبون على التيار الإسلامى، حتى إذا اشتط فى الخطأ من يحسبون أنفسهم على الإسلاميين، أغمضت عيونها عنهم، ولم تردعهم بالقانون، لأن فى ذلك انهيار سلطتها وانفجار مشكلات وقضايا تستنزف طاقتها وتمنعها عن إدارة شؤون الناس.