أكرم القصاص

تموت مصر.. وتحيا جماعة الرئيس

السبت، 24 نوفمبر 2012 06:54 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
باسم الثورة يتم تمرير قرارات ديكتاتورية تفتقد إلى أى سند غير مصالح الجماعة وتمكين أعضائها. باسم الشهداء يتم ترويج إعلان دستورى يجعل الرئيس فوق الدولة والشعب والقانون. وباسم الثورة يتم تعطيل أهداف الثورة. لم يكن الرئيس وجماعته محتاجين لوضع قنابل فى ساندويتش، كان يمكن لمرسى من البداية تغيير قانون السلطة القضائية وإقالة النائب العام وتعيين نفسه نائبا عاما من دون أن يعطى نفسه كل هذه الصلاحيات والحصانات التى لم يحصل عليها أى حاكم فى التاريخ القديم والحديث والمعاصر.
لم تكن القضية فى النائب العام، ومع هذا يسعى الإخوان أن يصوروا من يعترض على التسلط والاستبداد بأنه يساند النائب العام، مع أن من بين من طالبوا بإقالة النائب العام من اكتشفوا اللعبة وأعلنوا رفض الاستبداد.
ونفس الخلط يحمله أنصار الإخوان عندما يصورون كل من يعارض الاستبداد بأنه مع الفلول وهم يعلمون أن كل من يقفون الآن ضد استبداد رئيس الجماعة، كانوا ضد مبارك والعسكرى، ومنهم من سدد فاتورة معارضته لمبارك. لكن الجماعة تخلط بوعى مباشر، وتحاول تبرير قرارات المرشد المرفوضة التى نطق بها مرسى على أنها ضد الفلول. بينما حكومة ونظام مرسى تزدحم بفلول من كل الأنواع.
لقد بدا مرسى واضحا وهو ينطق بقرارات تفيد جماعته حتى لو كانت تعتدى على الشعب والسلطات، والدولة، وفضل أن يكون رئيسا لجماعته يخطب فيهم ويسمع تصفيقهم. لقد تم حشد المؤيدين للقرارات قبل أن تصدر وللمرة الأولى فى التاريخ نرى فصيلا سياسيا يعلن تأييده ويتم حشده قبل أن تصدر القرارات. ثم إن الرئيس لا يهتم بغير أنصاره وجماعته ويخطب لهم ويتخذ من أجلهم القرارات.
كانت قرارات مرسى فى إعلانه الدستورى تتضمن مداعبة لمشاعر الثورة بتعويض الشهداء، وما كان فى حاجة لإعلان دستورى بل مجرد قرار رئاسى نافذ. ولو كان الهدف هو الشعب، لاتخذ مرسى قرارا برفع تعويضات شهداء أسيوط، ومحاسبة من تسببوا فى اغتيالهم. لكنه لم يفعل وتريدنا جماعته أن نصدق أنه مهموم بالشهداء.
ولو سلمنا بصحة قرار إقالة النائب العام، ودعم الشهداء، فلا علاقة لكل هذا بتحصينات يضعها مرسى على سلطاته تجعله فوق الحساب والرقابة. ويلم عطل القضاء، ثم نرى من بين جماعته من يزعم أنها قرارات ثورية، بينما نفس الرئيس لم يصدر قرارا ثوريا بتوفير دواء فى المستشفيات أو إنهاء العشوائيات. لم يفعل ويريد أن يطعمنا رغيفا فيه القليل من الطعام، والكثير من القنابل، رغيف مسموم بسموم التسلط والديكتاتورية، باسم الصندوق والديمقراطية.
هناك خلط وتسلط وصناعة لديكتاتور غير مسبوق، من أجل جماعة، وليس من أجل وطن.. ولسان حالهم يقول: «اضطررنا نضحى بالثورة والبلد والديمقراطية علشان عملية شيل النائب العام تنجح.. وكان مريضا بالتهاب اللوزتين استأصل له الطبيب القلب والكبد لإنقاذه».





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة