قبل 24 ساعة من «مليونية الحرية» والتى ستنطلق من ميدان التحرير وجميع ميادين مصر، وهى المليونية التى دعا إليها كل القوى السياسية الرافضة للإعلان الدستورى المشبوه، الذى أصدره - فرعون مصر والحاكم بأمر الله الدكتور محمد مرسى، فإننى أخشى من سقوط أى نقطة دم لأى مصرى.. خاصة أن قيادات الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة، قد دعوا لمليونية موازية فى ميدان عابدين، لإعلان تأييدهم للإعلان الدستورى الذى أصدره الرئيس محمد مرسى.
إذاً هناك دعوه لمليونيتين ستقام غداً، الأولى بالتحرير وتمثلها قوى المعارضة، والثانية فى عابدين ويمثلها رجال الرئيس وحزبه وجماعة السمع والطاعة، والحقيقة أن دعوة المعارضة كانت أسبق من دعوة الحزب الحاكم وجماعته، لهذا فإن البعض يرى أن هناك مؤامرة وفخا يتم نصبه غدا للمعارضة، بهدف الاحتكاك بها من خلال بعض بلطجية النظام، وهى الطريقة نفسها التى كان يستخدمها نظام الرئيس المخلوع، كما حدث فى موقعة الجمل وغيرها من المواجهات سواء قبل أو بعد 25 يناير.
ولم يكن غريبا أن يختار حزب الحرية والعدالة والإخوان ميدان عابدين، حيث قصر عابدين رمز السلطة لتجمع أنصار الرئيس لتأييد قراراته، بينما اختار الرافضون للقرارات ميدان التحرير رمز الحرية، وهو الميدان الذى انطلقت منه مظاهرات الإطاحة بالرئيس المخلوع مبارك.. ولكن مازلت أتساءل.. لماذا اختار قيادات الحرية والعدالة يوم الثلاثاء لمليونية التأييد والمباركة للرئيس، وهل هناك مؤامرة مبيتة لإشعال الفتن فى مصر، خاصة أن المسافة بين القصرين قريبة جداً، وأن الاحتكاك بين المعارضين للرئيس مرسى والمؤيدين له وارد بنسبة كبيرة وهو ماينذر بوقوع ضحايا من الطرفين.
إذا حدث ذلك.. فإننا نحمل الرئيس مرسى مسؤولية سقوط أى نقطة دم لأى مواطن مصرى من الطرفين، لأنه يستطيع ببساطة أن يصدر أوامره لأعضاء جماعته وحزبه بتأجيل مليونية التأييد لأى يوم آخر بعيدا عن مليونية الثلاثاء التى تنظمها المعارضة فهل يفعلها مرسى والمرشد والكتاتنى حقنا لدماء المصريين؟
أخيراً يا دكتور مرسى هل تعلم أن دماء المصريين أصبحت منذ توليك السلطة فى رقبتك؟ أرجوك يا دكتور مرسى قراءة حيثيات الحكم على مبارك فى قضايا قتل المتظاهرين.. حتى لا تلقى مصيره يا دكتور مرسى.