ناصر عراق

الرئيس مرسى.. شكراً جزيلاً!

الأربعاء، 28 نوفمبر 2012 11:39 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وجب على الملايين من المصريين الذين خرجوا أمس الثلاثاء 27/11/2012 مطالبين بإسقاط الإعلان الدستورى أن يقدموا الشكر الجزيل إلى الرئيس مرسى فورًا، لأنه استطاع بقراراته (الإلهية) أن يعيد البهاء للثورة المصرية المغدورة، وأن يحشد فى بوتقة واحدة قوى اليمن واليسار والوسط ضد إعلانه الدستورى البائس!

أجل.. لقد استعاد ميدان التحرير حيويته التى توارت تحت أقدام المجلس العسكرى حيناً، وجماعة الإخوان المسلمين حيناً آخر، وأكد الشعب المصرى مرة أخرى أنه يمتلك قوة هادرة تقف ضد كل ديكتاتور يطمع فى الاستحواذ على السلطة بغير حق.

المثير للانتباه أن الرئيس مرسى لم يتخذ قرارًا ثوريًا واحدًا يحقق آمال الغالبية العظمى من فقراء البلد وبسطائه منذ جلس على عرش مصر، على الرغم من أن الثورة اندلعت فى المقام الأول من أجل إقامة مجتمع أكثر حرية وعدلاً.

لماذا؟ لأنه مشغول بجنون السلطة، ويلهث، بناء على توجيهات جماعته، إلى الاستحواذ على أكبر قدر من كعكة هذه السلطة الشهية، وما الإعلان الدستورى الأخير سوى تعبير بائس عن هذا الجنون، ولعل التصريح الذى أطلقه أمس الثلاثاء رئيس ديوان رئيس الجمهورية، والذى يقول فيه (إن الرئيس لن يتراجع قيد أنملة عن الإعلان الدستورى) يثبت صحة ما ذهبنا إليه.

فى ظنى أنه لا يغيب عن فطنة القارئ النبيه أن خروج الملايين فى ميادين مصر كلها أمس تشير إلى أمرين: الأول: أن الثورة مستمرة وأن أحلامنا نحن المصريون لم يتحقق الكثير منها بعد. أما الأمر الثانى فيتمثل فى أن مصطلح "التوافق الوطنى"، والذى تدعو إليه قوى سياسية متعددة هو مصطلح خادع وغير حقيقى، وسأشرح ذلك توًا.

لقد كان مبارك وعائلته وحزبه الوطنى المنكوب ورجال أعماله الجشعون فى كفة، والشعب بملايينه فى كفة أخرى، فهل كان هناك وفاق وطنى حينئذ؟ بالطبع لا، وإلا ما خرج المصريون ليزيحوا الرجل وعصابته من السلطة، لكننا لم نتمكن من تغيير النظام وآلياته التى يتكئ عليها، وهى على سبيل المثال: التبعية للقوى الرأسمالية العالمية، خاصة أمريكا ومؤسساتها المالية (صندوق البنك الدولى). والانحياز التام للرأسمالية الطفيلية التى تتخذ من الإنتاج الاستهلاكى عنواناً أمثل لها. الأمر الذى يؤدى بالضرورة إلى تراكم الثروة فى جيوب حفنة من الكبار، بينما يظل الملايين من الشعب يرزح تحت عبء الفقر والجهل والمرض.

إن التوجهات الاقتصادية والسياسية لجماعة الإخوان لا تختلف بالمرة عن توجهات نظام مبارك، ولعلك علمت بما فعله الرئيس مرسى حتى يوقف العدوان الإسرائيلى على غزة، حيث وافق على أن تضع إسرائيل كاميرات تجسس بطول الحدود المصرية مع غزة، على الرغم من أن مبارك نفسه، وهو كنز إسرائيل الاستراتيجى، رفض أن يوافق على ذلك المطلب اليهودى!

على أية حال.. الوضع الآن واضح وجلى، فالإخوان، وتحديدًا قادتهم، لأنى أعلم تمامًا أن كثيرًا من شبابهم يمتلك حسًا ثوريًا أصيلاً، أقول إن قادة الإخوان لا يختلفون عن قادة الحزب الوطنى الساقط، وإن كان الإخوان يرفعون راية دينية ليخدعوا بها الشباب الذى لا يقرأ بكل أسف، وكأننا نحن المصريين لم نعرف الله سبحانه وتعالى وعبدناه منذ آلاف السنين قبل نزول الديانات السماوية، وقبل ظهور الإخوان!

حقاً.. إن المعركة الآن بين الحرية والديمقراطية والعدل الاجتماعى الذى تطالب به معظم القوى الثورية والليبرالية، وبين سلطة جاهلة ومجنونة فقدت رشدها فى أقل من ستة أشهر، وتسعى إلى تدمير نفسها بقوة تحسد عليها!

سيادة الرئيس مرسى.. رسالتك وصلت فشكرًا جزيلاً لك!





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة