يجب أن يعرف الرئيس أكثر، وأن يكون على اتصال بكل المعلومات والأطراف لأنه يقف على قمة هرم السلطة التنفيذية، فضلاً عن موقعه السياسى حكما بين السلطات والأطراف. وفى مصر يكون الرئيس محط الأنظار فى كل الأزمات الإقليمية. ثم إن القلق السياسى فى مصر ينتقل بطريق العدوى إلى باقى المنطقة. ولهذا كانت مصر هى الأكثر إثارة للاهتمام ضمن دول الربيع العربى. ولهذا فقد قدمت مجلة تايم الرئيس محمد مرسى «أهم رجل فى الشرق الأوسط».. وأجرت معه حواراً موسعا، طرحت فيه أسئلة حول رؤيته للعالم والمنطقة، وأيضاً رؤيته للأزمة السياسية فى مصر والإعلان الدستورى ورؤيته للحكم والمعارضة.
فى حواره مع «تايم» أجاب الرئيس مرسى عن الأسئلة، وعن رؤية مصر للسلام فى العالم، والسياسة الخارجية والداخلية. وقال كلاما عن رؤية مصر للسلام والتوازن وغيره ودور الرئيس أوباما فى سلام المنطقة وحرب غزة.
كما تحدث عن التعايش والتعاون واحترام الآخرين.
ولم يختلف ما طرحه الرئيس عما كان مطروحا من قبل، ثم إنه تحدث عن صعوبة المسؤولية، وحرصه على الحريات وتداول السلطة سلمياً. وعندما تطرقت الأسئلة حول ما يجرى فى الداخل، وتضاغطات السياسة والإعلان الدستورى والمعارضة، كانت ردود الرئيس تقول إنه يتفهم المعارضة ولا يراها معارضة كبيرة، وقال إن الأغلبية تؤيد قراراته. قال الرئيس: «أنا أرى الأشياء أكثر مما يرون.. استطلاعات الرأى أظهرت أن 80% أو 90% من شعب مصر يؤيدنى.. أعرف ما يعنيه الفصل بين السلطات.. أعرف كيف تجرى الأمور.. ولو كان لدينا 25% أو 30% معارضة، فهذا رقم كبير».
الرئيس يتحدث بصوت السلطة، لا يبدو أنها اختلفت كثيرا عن السابق. ترى المعارضة أقلية، وأن الشعب كله مع الرئيس. وهذا فى وقت تقف فيه المعارضة فى جهة أخرى. وبعضها كان حليفا، أو معارضا فى صف الرئيس حتى شهور. لقد كان مبارك يقول دائما إنه يتمنى أن يترك الحكم، لكنه لا يجد من يخلفه، وكانت حجة كشفت ثورة يناير زيفها، عندما دارت الأمور بلا حكومة ولا رئيس ولا برلمان. كان مبارك دائماً يقلل من حجم المعارضة، وكانت استطلاعات الرأى دائماً ما تظهر تأييد أغلبية الشعب على ما يجرى. ولا ننسى أن استطلاعاً للرأى قبل شهور من تنحى مبارك، قال إن أغلبية المصريين يشعرون بالسعادة. بينما كان هناك مصريون يشعلون النار فى أنفسهم انتحاراً واعتراضاً. كان نظام مبارك يخدعه واستطلاعات الرأى تخدعه. ولم يكن الشعب يصدق، لأن الواقع كان أكبر من نسبة نمو مبالغ فيها أو سعادة مضحكة.
لكن يبدو أن السلطة لها حساباتها، الرئيس يعرف أكثر، ويعرف أن الشعب يؤيده، وأن الناس سعداء به وبأنفسهم. بشهادة الشهود واستطلاعات الرأى. أما ما يجرى الآن من استقطاب، وانشطار وخلافات، فهو ليس أكثر من «فوتو شوب».