كم من الأخطاء يحتاج الإخوان والرئيس مرسى لكى يستوعبوا الدرس جيدا، وإذا كانت أخطاؤهم بالجسامة التى تخلق أزمات تهدد أمن واستقرار مصر، فإلى متى يمكن تحملهم؟
الأزمة التى سببها الإعلان الدستورى الذى أطلقه الرئيس المصرى محمد مرسى رغم ضخامتها وخطورتها البالغة، إلا أن إيجابياتها أكثر بكثير من سلبياتها، ومن أهم الإيجابيات أنها أثبتت للإخوان المسلمين أنهم قلة فى مصر، وأن استمرارهم على النهج الذى خططوا له وانتهجوه منذ وصولهم للسلطة سوف يؤدى حتما إلى السقوط الذريع والسريع لهم، ولن يعطيهم الفرصة للاستمرار فى السلطة حتى انتخابات الرئاسة القادمة، ومن الإيجابيات أيضا لهذه الأزمة أنها أثبتت للإخوان المسلمين حقيقة كان العالم كله يراها وهم عميان عنها، وهى أن الشارع المصرى الذى انفجر فى ثورة 25 يناير بمختلف فئاته وطوائفه، ولم يشارك الإخوان فى انطلاقته، لم يعد قابلا للخداع والشعارات الكاذبة، ولم يعد ينطلى عليه التمسح بالدين وارتداء الأقنعة الكاذبة، كما أثبتت الأزمة، وباعتراف واشنطن والغربيين الذين دعموا تيارات الإسلام السياسى للوصول للسلطة، أن جماعة الإخوان ليست مؤهلة للعمل الرسمى ولا لإدارة دولة كبيرة مثل مصر، وأنهم يفتقدون للحد الأدنى المطلوب من الخبرة اللازمة لهذه المهام الصعبة، لقد أسقطت هذه الأزمة الإخوان من على صهوة الجواد الثائر الذى امتطوه بالخداع مدعين أنهم جزء من ثورة الشعب المصرى، والجميع يعلم أنهم لم يكونوا جزءا من الثورة، بل كانوا أقرب القوى للنظام المخلوع وكانوا أول وآخر الجالسين معه.
لقد أعمت السلطة وكرسى الحكم الإخوان عن حقائق كثيرة واضحة وضوح الشمس، ومنها أن مصر كانت منذ القدم ومازالت وستظل دولة مؤسسات وسلطات مستقلة، ولا يمكن لأحد مهما كانت قوته ومهما كانت القوى الخارجية التى تدعمه، أن يأخذها لعصر لم تحياه ونظام لم تعرفه فى تاريخها الممتد لأكثر من سبعة آلاف سنة مضت، مصر منذ وجدت على الأرض لم تحكمها جماعة أو شلة أو قبيلة، بل بدأت وجودها وتاريخها دولة متكاملة بكافة مؤسساتها وسلطاتها العليا المستقلة بعضها عن بعض.
ومن أهم إنجازات هذه الأزمة أنها كشفت نوايا الإخوان فى تقسيم المجتمع المصرى، فقد سمعنا قادة الإخوان الذين تحدثوا فى الأزمة وهم يصفون أنفسهم بأنهم إسلاميون والآخرون كلهم بلا استثناء ليسوا إسلاميين، ولم تنطلِ خدعتهم هذه على الملايين الذين خرجوا لهم فى كافة ميادين وشوارع ومدن مصر، الأمر الذى اضطرهم على الفور لإلغاء مظاهرتهم المزعومة عند جامعة القاهرة خشية أن ينكشف أمرهم ويظهر حجمهم الحقيقى.
الإخوان فى مصر كان أمامهم فرصة تاريخية كبيرة ليكفروا عن سيئاتهم وتاريخهم التآمرى، ويشاركوا فى حكم مصر وبنائها، لكنهم للأسف أضاعوا هذه الفرصة بغباء وجهل واضح بشئون وأساليب إدارة الدول، ومن أين لهم هذا وقد اعتادوا فى تاريخهم على الكهوف والعمل السرى التآمرى.
الإخوان الذين يتحدثون باسم الثورة، هم أنفسهم لا يؤمنون بهذه الثورة، بدليل طغيانهم الواضح فى الاستحواذ والاستبداد بالسلطة، وسعيهم لاستبدال نظام مستبد بنظام آخر أكثر استبدادا وديكتاتورية، واستمرارهم على هذا النهج يهدد أمن واستقرار مصر ومستقبلها، وعلى الذين يرددون مقولة "أعطوهم الفرصة" أن يعلموا جيدا أن هذه دولة وليست دورى كرة قدم ولا حقل تجارب، ومصير الدول يتحدد فى لحظات، وما حدث فى سيناء خلال الأشهر الثلاثة الماضية، ولم تشهده مصر فى تاريخها، يؤكد مدى خطورة استمرار الإخوان فى الحكم.
لقد نزلت مصر كلها للشوارع والميادين لتقول لجماعة الإخوان ومن وراءهم من خارج مصر "لقد أضعتم الفرصة التاريخية التى حصلتم عليها زورا وبهتانا، واستنفذتم كافة الفرص، ولم تستوعبوا جيدا درس الثورة".
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
Amro
الاخوان كاذبوووووووووووووووووووووووووووووووووون
يسلم قلمك الحر الوطني
عدد الردود 0
بواسطة:
يحيي رسلان
الشيوعي بتاع الدكتوراه من موسكو ينتقد الاخوان
عدد الردود 0
بواسطة:
عبد الحق
بيلبسوا العمة لمين؟
عدد الردود 0
بواسطة:
مصريه
خونه ومتأمرين lu كل الانظمه
عدد الردود 0
بواسطة:
مرغنى
كره
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري يتحسر على مآل بلده
أنت إنسان شجاع
عدد الردود 0
بواسطة:
عابر سبيل
تدليس الاخوان تعالوا نفتكر الشعارات بتاعتهم
عدد الردود 0
بواسطة:
عاطف الشلبي
بصراحة في الصميــــــــــــــــــــــــــــــــــــم !!!
عدد الردود 0
بواسطة:
مراقب
الاخوان والاسلاميون عموما بوصف القرآن الكريم لهم ولمن هم على شاكلتهم نحت أى مسمى