حتى لا يقول أحدهم إننا نسعى لتعجيز الرئيس محمد مرسى ونتخاذل عن دعمه ومساندته، ونتلذذ بنقده والهجوم عليه على الصغيرة قبل الكبيرة، رغم أن هذا حق كامل للمواطن كفله المولى عز وجل من فوق سبع سماوات قبل أن تقر به القوانين الأرضية.
حتى لا يقول أحد أيا من هذا الكلام الخائب الخاص بالتعجيز وخلافه، كان لابد أن أعلن دعمى الكامل للرئيس مرسى خاصة فى ظل «محنة» الضعف والتردد التى تعانى منها مؤسسة الرئاسة وبالتبعية حكومة الدكتور قنديل التى تتعاون هى ومؤسسة الرئاسة وتتضافر جهودهما من أجل إلحاق الأذى بالرئيس المنتخب وصناعة كل ما يلزم لإصابة هيبته وهيبة مؤسسة الرئاسة التى يقودها بالصدأ وبالتالى التآكل ثم الضعف والانهيار.
خطة إفشال وتعجيز محمد مرسى والقضاء على المشروع الإسلامى موجودة بالفعل ولكن يتم وضعها هناك داخل أروقة وزارات الدكتور هشام قنديل وبين جدران القصر الرئاسى وعلى مكتب السيد الرئيس ومائدة اجتماعاته بمستشاريه ومعاونيه.
فلا أحد ولا حتى إبليس بذاته كان يمكنه أن يصيب هيبة محمد مرسى بالضرر والتآكل والضياع مثلما فعلت حكومة قنديل بتصريحات وزرائها المتضاربة، أو مثلما يفعل الرئيس نفسه بتصريحاته المثيرة وأفكاره الغريبة وقراراته التى يتخذها ثم يتراجع عنها فى أقل من 24 ساعة تحت ضغوط بحيث يوحى تراجعه بأنه أضعف من أن يتحمل ضغطا أو يواجه معارضة.
حدث هذا حينما اتخذت مؤسسة الرئاسة قرار عودة البرلمان ثم تراجعت أمام الدستورية، ثم تكرر حينما صدر قرار إبعاد النائب العام عن منصبه ثم تراجعت مؤسسة الرئاسة وخسرت ثانى معاركها، ثم قررت الحكومة عودة الدورى وتراجعت أمام ضغوط الألتراس مثلما تراجعت بشكل حاولت أن يبدو «شيك» عن قرار إغلاق المحال فى العاشرة مساء.
التراجعات السابقة قرارات دولة مصيرية تم اتخاذها والتراجع عنها فى أقل من شهرين بشكل يؤكد أن هناك خللا ما فى منظومة مؤسسات خلقت أصلا وانتخبها الناس لاتخاذ القرارات الصحيحة، ولكنها بدلا من أن تفعل ذلك تتخبط وترتبك وتتصرف بشكل عشوائى يصيب الناس بالقلق على مستقبل وطن فى زمن أصبحت فيه حياة الأوطان مرهونة بقرار.
وحتى لا يشعر الرئيس أنه وحيد فى محنته وتردده وعدم قدرته على اتخاذ قرارات ودراستها والدفاع عنها، ننبه سيادته إلى ضرورة أن يقرأ ليعرف أن القرار طبقا لكتب العلوم الإدارية والسياسية هو: (اختيار إجراء معين لمواجهة مشكلة ما)، وأنواع القرار تنقسم إلى:
- قرارات الفعل مثل: (المبادرات - تنفيذ الاستراتيجيات الكبرى - للاختبار (جس النبض)، قرارات للاستعراض أو(الردع)، قرارات عبارة عن رسائل وبتعبير آخر إجراءات تمارس ضد جهة معينة ولكن الغرض منها إيصال رسالة إلى الطرف الآخر المعنى.
وهناك قرارات رد الفعل، وقررات الامتناع عن الفعل وهى أحيانا تكون امتناعا عن ضعف أو امتناعا عن قدرة (استهانة بالطرف المقابل) أو للتريث.
ولاتخاذ القرار ياسيادة الرئيس عدة مراحل لابد أن تذاكرها جيداً قبل أن تتورط أو يورطك أحدهم فى كارثة جديدة وهى: مرحلة تحديد الهدف أو الغرض بمنتهى الدقة، ثم مرحلة جمع المعلومات والحقائق التى تتعلق بالموضوع أو الأزمة، ثم مراجعة الإمكانيات المتاحة، ثم عرض ومناقشة الحلول والبدائل والنتائج المحتملة، ثم ترجيح أحد الحلول.. ولماذا وقع عليه الخيار، وهل توجد إمكانيات لتنفيذه، ثم مرحلة إصدار القرار.. وتحديد من يصدره.. وفى أى وقت.. وهل يكون واضحاً أو غامضاً.. وأخيرا مرحلة مراقبة المنفذين.. وجمع ردود الأفعال.
ذاكر جيدا ياسيادة الرئيس وأكد على حكومتك ألا تصدر قراراتها عن جهل أو سوء دراسة أو غطرسة، ذاكر جيداً يا دكتور مرسى لأن هيبة مؤسسة الرئاسة فى خطر، وهيبتك أنت على المحك لأن الحاكم المتردد يلقى الخوف فى قلب الرعية قلقاً على مستقبلهم ومستقبل أولادهم.. ذاكر قراراتك جيداً يادكتور مرسى حتى تبتعد عن مصير الريس حنفى وكلمته التى كانت تنزل الأرض دوماً إذا اعترضت الست «أم حميدة» سيدة البحار!!