محمد فودة

محمد فودة يكتب.. وزارة لصعيد مصر.. مطلب شعبى!

الإثنين، 05 نوفمبر 2012 08:16 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لسنوات طويلة قد تمد إلى نصف قرن ظل صعيد مصر مهملاً غائباً عن نصفه الأعلى الذى ينعم بالرعاية الدائمة من المسؤولين ومن الناس جميعاً سواء من داخل مصر أو من خارجها.. ولأن مصر منذ الفراعنة تعتمد على النظام المركزى فى الحكم أو الحكومة المركزية فإن الوضع ظل كما هو عليه.. صعيد مصر غارق فى الهموم والمشاكل.. وفقط يصدر لنا الخيرات وأجمل الزراعات والفواكه والمحاصيل وتبقى لديهم الأزمات مستعصية، بعضها يكاد يرقى إلى المأساة التى لا تحل، إلى جانب الأمراض المستوطنة حتى صارت أرض الصعيد هى أرض الفقر والمرض وما يلاحق هاتين الآفتين من الجهل نتيجة غياب المال وطغيان الرأسمالية التى أطاحت بالقيم والتقاليد، يضاف إلى ذلك كله أن الصعيد يحتل أكثر من ثلث آثار مصر.. وبالتالى فهو يحتل أكثر من ربع آثار العالم وأكثرها ندرة، وهو مصدر فريد للسياحة قد لا نراه فى مناطق أخرى.. إيرادات السياحة لا تعود لأهالى الصعيد.. بل يأتى السياح من كل أنحاء العالم، ومن كل فج عميق ويعودون سعداء ليبقى أهل الصعيد فى تعاستهم وكأنهم منبوذون بعيدون عن الاهتمام.. وحين تم بناء السد العالى فى أسوان كان فى خطة الزعيم جمال عبدالناصر أن يكون هذا الصرح العملاق مصدر رفاهية وخير لأبناء الصعيد، فإذ به ينعم بكهربائه أهالى الشمال والوسط ويطرد الصعيد من جنة الأحلام.. خاصة بعد رحيل جمال عبدالناصر وتشتت الأزمات والانشغال بالدفاع عن الوطن.. والنتيجة المؤسفة هى ما وصلنا إليه بعد سنوات من الصراعات الوهمية والإهمال، وصلنا إلى أن أصبحت نسبة الفقر ومن هم تحت خط الفقر فى صعيد مصر حسب تقرير التنمية البشرية %69، وهو رقم مخيف، لا أجد له مثيلاً أو متشابهاً مع مثيلاتها. فى أسيوط فقط التى هى مركز إشعاع الصعيد نجد أن نسبة خط الفقر زادت إلى %11 بعد ثورة 25 يناير.. ومن هذا المنطلق كانت زيارة الرئيس الدكتور محمد مرسى إلى صعيد مصر والتى أعتبرها بداية صادقة لحل أزمات الصعيد واقتحام عالم من التردى والمهالك وفتح دروب أغلقت منذ زمن طويل.. المسؤول الأول فى مصر أراد أن يعطينا القدوة لكى نسير على خطاه.. القضية أن ينزل المسؤولون الكبار إلى قاع الصعيد، حيث الأزمات واضحة فجة تطفح بكثير من الإهمال والكثافة فى تراكم العراقيل ميراث من البيروقراطية بدون إحلال ولا تجديد.. واليوم علينا أن نقتحم مع الرئيس مرسى هذا المجتمع الذى هو فى الحقيقة ليس صعيد مصر بل هو قلب مصر النابض بالخير. علينا أن نعترف أن الهجرات المستمرة من الصعيد إلى القاهرة والإسكندرية كان سببها الهروب بسرعة من سجن لا أمل فى الخروج منه والبعد عن طاغوت لا ينفتح فإذا انفتح تابوته تحول إلى فيضان من الفتن والاختلافات والاحتجاجات وعمليات الثأر شبه اليومية.. حكايات لا نهاية لها.. آن الأوان لنفتح هذا السر الأعظم الذى يمكن أن نحل به كل الأزمات، سر الترابط الاجتماعى وتوحيد الجماهير، فى الماضى وحدنا الملك مينا، وحد الشمال والجنوب.. فهل افترق الشمال عن الجنوب مرة أخرى؟، وهل بهذه السهولة أراد الأعداء رسم الخطة لكى تكون مصر اثنين، وقد وحدهما على الأقل خط السكة الحديد المعمول به منذ أيام الإنجليز.. باعتباره أقدم ثانى خط سكة حديد فى العالم.. اليوم من حقنا أن يعود الود بين الشمال والجنوب، هذا الود الغائب سنوات، ولكنى ألح على الرئيس مرسى أن تكون هناك خطة سريعة للإنقاذ من خلال إنشاء وزارة لصعيد مصر مهمتها تبنى الأزمات وحلها وفحصها وحتى لا تتفاقم تحرق فى مهدها.. نحتاج إلى حلول جذرية، والصعيد هو منجم الخير لمصر.. وأغلب عناصر هذا المنجم لا تزال مدفونة تحت الأنقاض.. علينا أن نزيل أطلال الإهمال ونعيد مصر دولة واحدة قوية شامخة بدون تفتيت أو تحليل أو تحلل!!





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة