المهندس سعد الحسينى محافظ كفر الشيخ عجز عن الحوار والاستماع إلى مطالب الصيادين الغلابة فى منطقة البرلس فقرر إطلاق كلابه البوليسية المتوحشة عليهم لتعليمهم أدب الحوار مع المسؤول الأول فى المحافظة ويكون بذلك صاحب تجربة فريدة وغير مسبوقة فى إرساء قاعدة جديدة للتعامل مع البشر فى زمن حكم الإخوان، من منطلق أن الكلاب أكثر قدرة وشجاعة وتحملا، من المحافظ وجماعته، فى التعامل مع غضب مجموعة من الصيادين لديهم مشاكل ومطالب حقيقية حاولوا عرضها على سيادته، دون أن يعرفوا مسبقا بقاعدة التعامل الجديدة للمحافظ وحاشيته.
وقائع وتفاصيل ما حدث، حسب شهود العيان، أن الصيادين استغلوا فرصة زيارة المهندس الحسينى إلى مركز البرلس للاحتفال بالعيد القومى للمحافظة بمناسبة معركة البرلس الشهيرة فى البحر المتوسط أثناء العدوان الثلاثى على مصر فى عام 56 والذى استشهد فيها عدد من أبطالنا فى القوات البحرية، منهم الشهيد جلال الدسوقى والشهيد السورى جول جمال، فتجمعوا للقائه لعرض مشاكلهم عليه فرفض الاستماع إليهم وساعده فى ذلك الحوائط البشرية من جماعة الإخوان التى أحاطت به لمنع الناس من الوصول إليه، توترت الأجواء واشتعل الموقف بعد رفض المحافظ الحديث مع الناس وبدأ الصيادون الغاضبون فى ترديد الهتافات المنددة، ورفع صور الزعيم الراحل فى وجه المحافظ ومن معه، وانضم إليهم شباب الحركات الثورية بالمدينة، فما كان من قوات الأمن المصاحبة لفخامته إلا أن أطلقت كلابها لفض تجمع الصيادين وإنقاذ المحافظ الذى فر هاربا إلى خارج المدينة دون استكمال مراسم الاحتفال، المعركة أسفرت عن إصابة عدد من الصيادين وتحقق النصر للمحافظ وأعوانه على الصيادين فى موقعة الكلاب.
هذه الواقعة نهديها للسيد رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسى لنرى ماذا سيقرر بشأنها، فهل سيتم فتح تحقيق واستدعاء المحافظ بصفته المسؤول السياسى الأول الذى بيده قرار استخدام الكلاب مع الشعب، أم أن الواقعة ستمر مرور الكرام لأن الحسينى «واحد منهم» وينتمى لنفس جماعة الدكتور مرسى ولا يصح مساءلته أو التحقيق معه، وبالتالى تقع المسؤولية كاملة على الكلاب؟
الأوضاع متوترة فى المحافظة وهناك حالة غضب كبيرة من حادثة كلاب المحافظ، وفى حالة عدم الاعتذار والمحاسبة ستتعقد الأمور ويتصاعد الغضب للمطالبة برحيل المحافظ.
وأذكر أن الرئيس مرسى قرر إقالة اللواء طه السيد محافظ مطروح فى أكتوبر الماضى بناء على مطالب «القوى الثورية» فى المحافظة رغم أن المحافط السابق لم يستخدم الكلاب ولم تثبت عليه وقائع فساد مثلا، فهل سيستجيب الرئيس إذا طالبت القوى الثورية فى كفر الشيخ بإقالة المحافظ؟، أم أنه لا يجوز القياس هنا، والمسألة بالتأكيد مختلفة؟.