ناصر عراق

الرئيس والمرشحون السابقون.. لقاءات عقيمة!

الأربعاء، 07 نوفمبر 2012 05:30 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إذا كنت تظن أن لقاءات الرئيس محمد مرسى ببعض المرشحين السابقين للرئاسة قد تؤتى ثمارًا ناضجة فى صحراء الثورة المغدورة، فدعنى أختلف معك تمامًا، ذلك أن الشهور الأربعة التى تمتع فيها الدكتور مرسى بنعيم السلطة، تؤكد أنه لن ينصت لأحد إنصاتاً جادًا إذا كان مختلفاً معه فى التوجهات والسياسات.

صحيح أن السادة عمرو موسى وحمدين صباحى وعبد المنعم أبو الفتوح الذين التقاهم السيد الرئيس مؤخرًا يمتلكون بعض الرؤى المغايرة لأفكاره وبرامجه، إلا أنهم لا يتكئون على قوة جماهيرية منظمة، وأكرر منظمة، تستطيع أن تفرض هذه الرؤى على الرجل وجماعته من الإخوان المسلمين، على الرغم من أنهم حصدوا نحو ضعفى ما حصل عليه الدكتور مرسى نفسه من أصوات فى انتخابات الرئاسة!

إذا كان هذا الكلام صحيحًا، وأعتقد أنه صحيح، فلماذا يلتقى الرئيس هؤلاء السياسيين الذين نافسوه يومًا ما على الكرسى الوثير؟ الأمر بسيط، فالرجل، الذى آل إليه عرش مصر فى لحظة تاريخية بائسة، محروم من الحس الثورى السليم الذى يستلهم غضب الشعب وخروجه بالملايين طوال 18 يومًا من أجل إسقاط نظام غبى وديكتاتورى! هذا الحرمان من الحس الثورى جعل قرارات السيد الرئيس حتى الآن لا تلبى أشواق الغالبية العظمى من المصريين إلى الحرية والعدل والإنصاف، الأمر الذى جعل الملايين من الفقراء يصابون باليأس من الرئيس الجديد، الذى يقوم بدور الواعظ الدينى أكثر مما يقوم بواجباته الرئاسية (هل لاحظت أنه مصرُّ على أن يخطب كل جمعة فى المسجد الذى يصلى فيه، وكأن مصر العظيمة حرمت من الخطباء الممتازين؟).

أجل.. علينا الاعتراف بأن الثورة المصرية التى اندلعت فى يناير 2011 كانت مجرد بروفة لثورة حقيقية آتية لا ريب فيها. ثورة يشارك فيها العمال والفلاحون والفقراء تحت برنامج سياسى ثورى محدد يرفعه حزب نبيل بقيادات شريفة وذكية. فالثورة لا يمكن وصفها بأنها نجحت إذا اكتفت بإزاحة رأس نظام مستبد فحسب، بل يقاس معيار نجاح الثورات بقدرتها على إحداث قفزة نوعية فى عدة أمور وفى زمن قياسى مثل: اتخاذ قرارات سياسية ثورية تضبط ميزان العدل الاجتماعى، وتحد من جشع الأثرياء ونهبهم للمال العام (حتى الآن لم يتخذ أى قرار بشأن الحد الأدنى والأعلى للأجور على سبيل المثال). ومنها حرمان كل من كان يمجد النظام القديم من أية سلطة مهمة، وإبعادهم عن أماكن اتخاذ القرار (حتى هذه اللحظة ما زال كثير من الكتاب والإعلاميين الذين كانوا يؤلهون مبارك ونجله يكتبون فى هذه الصحف بانتظام، على الرغم من أنهم استخفوا بالثورة، وشتموا الثوار فى البداية). ومنها الحرص التام على احترام كرامة الإنسان مهما فعل من آثام، فلا تعذيب ولا ترهيب ولا إهانات فى أقسام الشرطة والميادين العامة، وهو ما لم يحدث بكل أسف، فمعظم رجال الشرطة حتى الآن يتعاملون مع الناس باعتبارهم عبيدًا لهم، يذلونهم ويحتقرونهم ويهددون من يتذمر ويعترض.

هذه بعض الشواهد المؤسفة التى تقول إن الثورة المصرية لم تكتمل، والتى تؤكد أن النظام القديم مازال قابضاً على السلطة والثروة، ولكن بوجوه جديدة (راجع من فضلك الحوار الذى أجراه مؤخرًا زميلنا خالد صلاح رئيس تحرير اليوم السابع مع السفيرة الأمريكية لتتأكد أن مرسى هو الوجه الملتحى لمبارك من فرط المديح الذى كالته السفيرة له ولنظامه). فإذا أضفنا إلى ذلك الغموض الذى يكتنف مستقبل الجمعية التأسيسية التى يسيطر عليها القادمون من قرون خلت، ليفرضوا رؤاهم التى تخاصم العصر، فلك أن تتوقع طبيعة الدستور الجديد الذى يسعون لتمريره بكل ما به من مواد تفرق ولا تجمع، تعادى ولا تسامح.

بعد كل ذلك.. يتعجب المرء كثيرًا من أولئك الذين مازالوا يراهنون على "ثورية" الدكتور مرسى، فيوجهون له رسائل العتاب عندما يكتشفون ألا تغيير هناك ولا يحزنون، ومن ثم دعنى.. أسألك هل مازلت تعتقد أن الثورة المصرية أتت أكلها، وضبطت الموازين المختلة؟ أم أن الثورة تم اغتيالها بخبث لا نظير له على مر التاريخ؟ أما السؤال الآخر.. هل تتوقع شيئاً مهمًا حين يلتقى الرئيس مرسى منافسيه السابقين، وبعض ما يسمى بالقوى الوطنية؟









مشاركة

التعليقات 6

عدد الردود 0

بواسطة:

متغاظ قوي

مقال سخيف من كاتب عقيم الفكر

عدد الردود 0

بواسطة:

ســعيد متولـى

لقـاء الرئـيـس الناجـح مع منافسـيه الســاقطـين

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد علي

إلى رقم 2 وتعليقه السخيف

عدد الردود 0

بواسطة:

ســعيد متولـى

لتعليق رقـم 3

عدد الردود 0

بواسطة:

جمال عبد الناصر

إلي الكاتب الكريم

عدد الردود 0

بواسطة:

فهد سيناء

موتو بغيظكم ايها العلمانيون

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة