د. حامد طاهر

نصائحى الأخيرة للإخوان

الجمعة، 09 نوفمبر 2012 02:50 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أما وقد وصل الإخوان إلى حكم مصر بعد ثمانين عاما من الكفاح المرير ضد السلطات القائمة، فإنهم أحوج ما يكونون لكى يستمعوا جيدا إلى نصح الناصحين، وأن يستفيدوا ما أمكن من خبرة المجربين، وألا يتكبروا أبدا على نقد المعارضين.
وإذا كنت قد حاولت بكل صراحة ممكنة أن أنتقد نظام مبارك فى مختلف مجالاته، وهذا كله منشور فى كتب ومقالات وقصائد، فإننى أواصل اليوم تقديم بعض ملاحظاتى للإخوان، لأننى ألاحظ أن شبابهم يعلن غضبه ويصب أحيانا لعناته، على كل من يوجه نقدا للإخوان، أو يدعوهم إلى ما فيه صلاحهم، وبالتالى صلاح مصر كلها، الذى هو الهدف الرئيسى من كل كلمة أقولها أو أكتبها.
وهذه هى أولى الملاحظات أو النصائح: وهى ألا يعتبر الإخوان أنهم وحدهم هم الذين يملكون الحقيقة المطلقة. فلا يوجد إنسان على ظهر الأرض يمتلكها، ومصر أكبر من أى فصيل أو جماعة مهما كانت دعوتها واتجاهها.
ثانيا: أن ينفتح الإخوان على كل الأفكار الإصلاحية التى تهدف إلى تقدم مصر فى مختلف المجالات، وهنا لابد أن يستعينوا بالخبرات المصرية، والأجنبية عند اللزوم، من أجل الوصول إلى هذا التقدم. ومن المؤكد أن الإخوان لا يمتلكون أبدا هذه الخبرات، وليس معنى أن يكون أحدهم ذا منصب قيادى فى الجماعة: خبيرا متخصصا فى مجال معين.
ثالثا: أن يتقدم الإخوان بجرأة وثبات نحو أهم وأخطر عوامل التقدم، وهو التعليم والبحث العلمى المتطور.. ومن المقرر أن الأول منهما يؤدى بالضرورة إلى الثانى. وإذا أرادوا النصيحة المخلصة فليس أحمد زويل هو الذى سيقوم بهذا العمل الكبير، وإنما أساتذة كليات العلوم والهندسة والطب بالجامعات المصرية.
رابعا: أن يتجه الإخوان مباشرة إلى تطهير الجهاز الإدارى من الفساد المستشرى فيه، والذى لا ينحصر فقط فى أشخاص بعينهم، وإنما فى قوانين ولوائح تتيح للفاسدين مسارب مشروعة لاستغلال نفوذهم، والتحكم فى مصالح الجماهير.
خامسا: أن يسارع الإخوان بتطبيق الحد الأعلى والأدنى للأجور، وهذا المطلب ليس مستحيلا. وهو أشبه بـ(الأستيك) الذى إذا شددته من ناحية ارتخى من الناحية الأخرى، أى أنه لا يتطلب تمويلا من خارج ميزانية الجهاز الإدارى.
سادسا: ترشيد الإنفاق الحكومى، وقد سبق أن قدمت مثالا واحدا على ذلك، وهو أن نعطى لموظفى الدولة الذين يستخدمون سيارات خاصة من جهات عملهم (بدل انتقال) ونوفر بذلك جيشا من السائقين، والميكانيكيين والسيارات، وقطع الغيار، وورش الصيانة بكل مصلحة حكومية.
سابعا: الإسراع بتطبيق نظام ضريبى عادل، لا يسوى بين صاحب الثراء الفاحش ومحدود الدخل.. وهذا معناه أن تكون الضرائب تصاعدية كما فى معظم بلاد العالم، أما الضريبة العقارية، فأرجو أن تبتعد تماما عن الفقراء فى مصر، وأن تؤخذ من أصحاب الفلل التى تحتوى على حمامات سباحة تستهلك مئات الآلاف الأمتار المكعبة من المياه العذبة !
ثامنا: تنفيذ فكرتى التى دعوت إليها مرارا وهى تتمثل فى إنشاء خط سكة حديد بين الجيزة والإسكندرية خلال الطريق الصحراوى، يعمل عليه قطار سريع يمكنه قطع المسافة فى ساعة واحدة، وتقوم بتنفيذه عن طريق الـ POT دولة متخصصة فى ذلك مثل فرنسا أو اليابان.
تاسعا: عدم التراخى فى بسط التأمين الصحى على جميع المواطنين، حتى نقضى على فضيحة (العلاج على نفقة الدولة) لبعض المحظوظين !
عاشرا: تحديد موقف الإخوان من السياسة الخارجية، وبالأخص علاقة مصر بإسرائيل، دون مواربة، وحتى لاتكشف هى ما نخفيه نحن !
وأخيرا: فأنا مستعد لأى نقد يتعرض لما ذكرته حتى أغيره أو أعدل منه، أما النقد الشخصى فسوف أقرأه متجاوزا عما يرد فيه من تجريح. والله يهدينا جميعا للصواب.






مشاركة




التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

mohamed

انت راجل قمة في الاحترام

عدد الردود 0

بواسطة:

hazem

really appreciate

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد عبده

جميل

جميل أن يكون النقد للبناء وليس للمكايدة

عدد الردود 0

بواسطة:

تامر

انا من الاخوان

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود عبادة

سكه حديد

عدد الردود 0

بواسطة:

حنان

أؤيدك

مقالة في الصميم قدمت حلولا لانقدا فقط

عدد الردود 0

بواسطة:

م / فوزى البرمبالى

افتحوا اذانكم يرحمكم الله

عدد الردود 0

بواسطة:

م / فوزى البرمبالى

افتحوا اذانكم يرحمكم الله

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد ابوعنز

ليت كل منتقد مثلك

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد حسن

الدين النصيحة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة