ما شهدته عملية التصويت على مسودة دستور مصر الجديد بالجمعية التأسيسية، هو فضيحة حقيقية، فالجمعية التى أصر رئيسها وأعضاؤها المطعون فى شرعيتهم على استمرار عملية التصويت منذ ظهر الخميس حتى صباح الجمعة وكأننا فى كباريه سياسى..... رئيس جمعية صحيح، فاقدة الأهلية ومطعون فى شرعيتها، إلا أن عملها على طريقة مطربى الكباريهات الذين ينهون وصلتهم «وش الفجر» كما هى العادة، فهذا ما لم يعتده العمل السياسى فى مصر.
يبدو لى أن أعضاء الجمعية التأسيسية يعملون بنظرية «الليل ستار»، وما سيتم التصويت عليه ليلا لن يلحظه أحد، وإلا فما هو الداعى لاستمرار عمل الجمعية طوال هذه المدة من الليل، وهل اعتقد المستشار حسام الغريانى وجماعته وجمعيته أننا سنصفق لهم ونقول «برافو عليكم أنتم تسهرون الليل لعمل دستور ومناقشات وتصويت على مواده ونحن نائمون؟»، أعتقد أننا لن نقول ذلك ياسادة، ولى سؤال برىء جدا «كيف تحمل الأعضاء السهر لمدة 24 ساعة.. وما الهدف؟».
الغريب، أن الجلسة ذكرتنا جميعا بجلسات مجلس الشعب فى عهد المخلوع مبارك وبعد رحيله، فكلمة «موافقون» هى سيدة الموقف ومن يحاول من أعضاء الجمعية الاعتراض على صياغة مادة، فمصيره القهر من المنصة والسبب هو محاولة سباق الزمن حتى يتم «طرمخة» و«سلق» دستور مصر ليكون جاهزا أمام الفرعون محمد مرسى ليدلى برأيه ثم يطرحه بقرار جمهورى للاستفتاء الشعبى بهدف التغطية على فضيحة إعلان مرسى الدستورى.
لقد شاهدت بنفسى كيف تُسلق المواد ويتم وضعها لمجاملة جماعات وأشخاص بعينهم والدليل، ماحدث أثناء مناقشة مواد العزل، حيث تم استثناء شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب الذى نحترمه ونقدره، لكننا نحب مصر أكثر، فنجاح ممثل المشيخة فى صياغة مادة العزل كما يريد، يعنى تفصيل قانون لشيخ الأزهر ليحميه من مقصلة العزل السياسى، «طبعا، ما الدستور دستورهم والتصويت بتاعهم».
ومن كباريه التأسيسية إلى مليونية الإخوانجية التى ستخرج اليوم أمام جامعة القاهرة ليصفقوا ويطبلوا لأمير جماعتهم الفرعون محمد مرسى بعد نجاحه هو وجماعته فى تقسيم مصر إلى معسكرين مؤمنين وكفار.