«على خير» للمرشد

للحقيقة عنوان واحد، والفيديوهات التى سجلت الاعتداءات الوحشية على المتظاهرين يوم الأربعاء الماضى وشهادات أصحابها، هى عنوان لحقيقة البلطجة التى وقعت فى هذا اليوم ضد المتظاهرين، رغم ما قاله محمد بديع مرشد جماعة الإخوان المسلمين فى مؤتمره الصحفى يوم السبت الماضى: «لن نكن أبدا من المعتدين».

مساء أول أمس الأحد عرض الإعلامى المتميز وائل الإبراشى فى برنامجه «العشرة مساء»، فيديو وشهادة مواطن فقير رزقه على الله، اسمه «على خير عبدالمحسن».

فى الفيديو، كانت الدماء تسيل على وجه «المسكين»، من أثر الضرب الوحشى، ورغم توسلاته، لكن غلظة القلب من هؤلاء الذين يتسترون بالدين تواصلت دون رحمة.

يظهر فى الفيديو شخص ملتحى، يرتدى بدلة كاملة ورابطة عنق، ويلعب دور رجل الأمن فى أسوأ صوره بوضع الضحية تحت سوط الجلاد، يشخط صاحب رابطة العنق فى المسكين : «اعترف، قول مين اللى قبضك فلوس، مفيش حد هينفعك»، فيرد المسكين: «والله أنا ما أعرف حد، أنا بشتغل فى برج أحمس (شارع الخليفة المأمون)، روحوا اسألوا الدكتور وجيه»، يسأل «الجلاد» مغتاظا: «بقولك اعترف أحسن لك، مين من الحزب الوطنى اللى إنت أخدت منه الفلوس»، فيرد «المسكين» بالعافية: «والله أنا ما أعرف حاجة»، ثم ينتهى المشهد بإشارة من «الجلاد» قائلاً: «خدوه».

يقول «المسكين» على خير، فى شهادته لوائل الإبراشى: «أربعة ضربونى ودهسونى.. قلت لهم أنا مسلم وبصلى، فردوا، إنت كافر».

الفيديو يرد على ما قاله مرشد الجماعة: «لن نكون أبدا من المعتدين»، ويفضح الذين شاركوا فى تعذيب «المسكين» على خير، ويظهر فيه صاحب رابطة العنق قائد هذا المشهد البغيض، وكل مرتكبى هذه الجريمة اللعينة.

فهل يتحرك النائب العام للتحقيق فيها؟ وماذا يفعل المجلس القومى لحقوق الإنسان بقيادة المستشار الغريانى، وعضوية محمد البلتاجى وصفوت حجازى أمام هذه الجريمة وغيرها؟

ما حدث ليس له شبيه حتى فى نظام مبارك، ولنتذكر كيف قامت الدنيا من «كليب» يحتوى على صفعة من ضابط لمواطن، وهى القضية التى اشتهرت إعلاميا بـ«عماد الكبير»، وتم التحقيق فيها رغم جبروت نظام مبارك.