من يحكم مصر.. ومن يصدر قراراتها المصيرية؟ هذا السؤال يحتاج لإجابة واضحة بعد مهزلة إصدار قرارات رفع ضرائب 50 سلعة وإلغائها بعد ساعات من صدور القرار من رئيس الجمهورية الذى استيقظ فجأة على قرار رفع الأسعار، أم أن أوامر مكتب الإرشاد قد صدرت للرئيس محمد مرسى بضرورة تأجيل القرار لما بعد الاستفتاء، وحذرته من غضب شعبى متزامن مع الاستفتاء على مواد الدستور، والإخوان فى أشد الحاجة للتصويت بنعم لإنقاذ سمعة رئيسهم..
ومابين قرار الرفع والإلغاء.. نستطيع التأكد من أن الرئيس محمد مرسى يتآمر على نفسه، لأنه يثبت للجميع أن قراراته ليست مدروسة، وأن حكاية المستشارين وحكومة قنديل، مجرد كلام فارغ، فالرئيس مرسى لا يختلف كثيراً فى أفكاره عن الخليفة الفاطمى الحاكم بأمر الله، الذى حرّم الملوخية على الشعب المصرى دون أية أسباب، هكذا يفعل مرسى.. يصدر القرارات على هواه، ويلغيها على هواه، ولا نستطيع أن نصدق أنه لم يكن يعلم بقرار رفع الضرائب، لأنه لو كان يعلم فهذه مصيبة، وإن كان لا يعلم فالمصيبة أعظم.
50 سلعة رفعت الحكومة الفاشلة أسعارها، 50 سلعة أغلبها مرتبط بحياة المواطن الغلبان، ولا يخدعك كلام كتيبة السلطان، بأنه رفع أسعار بعض السلع الاستفزازية لأن رفع سعر أنبوبة البوتاجاز لمحلات الفول والطعمية، سيؤدى إلى رفع سعر سندويتش الفول والطعمية، وهما غذاء المصريين الأساسى منذ عهد الفراعنة، القائمة ضمت زيت الطعام الذى لايستطيع أى بيت الاستغناء عنه، نفس الشىء مع بقية السلع التى قررت حكومة هشام قنديل الفاشلة بتوجيهات من الرئيس الإخوانى محمد مرسى، أن تلهب جيوب المواطنين تنفيذاً ورضوخاً لأوامر وشروط صندوق النقد الدولى الذى أملى شروطه، ونفذها الرئيس ورئيس حكومته، دون الرجوع للشعب الذى ثار على مبارك بسبب الارتفاع الجنونى للأسعار قبل خلعه، فهل يتكرر المشهد مع الرئيس مرسى؟
أخيرا.. لى سؤال لجماعة السمع والطاعة «الإخوان المسلمين» سابقاً.. هل ستخرجون فى مليونيات للترحيب بقرار مرسى برفع أسعار 50 سلعة، ثم إلغاء القرار، ونهتف له ونؤيد قراره؟ أم ستخرجون للتنديد بهذا القرار؟ يادكتور مرسى اتقِ الله فى مصر، واترك أفكارك التآمرية على بوابة قصر الاتحادية حتى تستطيع أن تصدر قراراً لصالح مصر.