عبد الرحمن يوسف

أعوران.. وأعمى!

الخميس، 13 ديسمبر 2012 07:35 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لى صديقان كلاهما أعور، الأول فقد عينه اليسرى، والآخر فقد عينه اليمنى.
جسلت مع كليهما، فقال الأول انظر إلى ما يحدث هناك على يميننا، الفريق الأول يقتل الفريق الثانى بلا هوادة.
ثم قال الثانى انظر إلى ما يحدث هناك على يسارنا، الفريق الثانى يقتل الفريق الأول بلا أى رحمة.
حين قلت لهما إن القتل على الجهتين، جاء ردهما فى اللحظة نفسها: «أنت أعمى»!
فى لحظات الاستقطاب دائما ما يتهم من يحاول أن يرى الصورة كاملة بالعمى، وتكون النتيجة أن يتحكم من يرى جزءا من الصورة فى المشهد، والحكم على الأمور بصورة مبتورة يسبب مصائب لا أول لها ولا آخر.
سيظل الأعوران يظنان أنهما مظلومان، وأن الطرف الآخر ظالم، وأنه لا مجال لاقتسام صفة المظلوم، أو تقسيم فعل الظلم بين الطرفين.
المشكلة أنك لن تستطيع أن ترضى الطرفين إلا إذا فقدت عينا من أجل هذا، وعينا من أجل ذاك، ومعنى ذلك أن تصبح أعمى حقيقة لا مجازا!
وبالتالى يبقى الحل الذى يرضى الضمير والعقل، أن تقول للاثنين حقيقة الأمر، فتقول للمصيب أصبت، وللمخطئ أخطأت، وألا تتأثر باتهامات الطرفين بالعمى.
سيذكر المصريون بعد عدة سنوات من قال كلمة الحق ولو على نفسه والأقربين، ومن أعماه التحيز، ومن كان مفتاحا للشر، ومن كان مغلاقا للخير، ومن كان كلامه عود كبريت يشعل الحرائق، ومن كان قلمه خرطوم حريق يطفئها.
التاريخ لا يرحم، ولا يجامل، صحيح أن حقائق التاريخ قد تتوارى أحيانا، وقد تزور فى أحيان أخرى، ولكن فى نهاية الأمر لا يصح إلا الصحيح، وسيعلم الذين أشعلوا هذا البلد أى منقلب ينقلبون.
كل كاتب وصحفى ومذيع، كل صاحب منبر إلكترونى مهما صغر... سيحاسبه الله على كل كلمة قالها، وعلى كل كذبة ساهم فى ترويجها عمدا أو خطأ تسببت فى إراقة قطرة دم، أو تسببت فى تفجر منبع حقد.
نسأل الله السلامة.
ملحوظة: أخى الناخب... أكرر لك نصيحة من كل قلبى، اذهب إلى الاستفتاء، وصوِّت بما تشاء، ولكن إياك أن تصدق أى مأفون يحاول أن يوحى إليك بأن تصويتك بنعم سيكون نصرة للشريعة...!
عاشت مصر للمصريين وبالمصريين...








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة