عادل السنهورى

رسائل هيكل لم تصل للرئيس

السبت، 15 ديسمبر 2012 09:56 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ربما عتب البعض من محبى الأستاذ محمد حسنين هيكل –وهم كثر ومنهم كاتب هذه السطور- على لقائه بالرئيس محمد مرسى فى هذا التوقيت بالذات وفى ظل حالة الانقسام المجتمعى والاستقطاب السياسى الحاد فى الشارع المصرى حول قرارات الرئيس وإعلانه الدستورى والاستفتاء على الدستور والحالة العدائية ضد القضاء والإعلام من جماعته وأنصاره والتى تحولت من الخلاف السياسى إلى ما يشبه حرب أهلية أريقت فيها الدماء على باب القصر الرئاسى ومازالت تستخدم فيها أدوات الترهيب والتهديد والوعيد بالقتل والمطاردة من أنصار تيار الإسلام السياسى.

العتاب هنا على قدر المحبة والتقدير للأستاذ هيكل وما يمثله من قيمة صحفية وفكرية وسياسية كبيرة وما له من تأثير على قطاعات وشرائح اجتماعية وثقافية عديدة، وما قد يفسر بأن لقاءه هو نوع من الدعم السياسى من الأستاذ الذى ينتمى وجدانيا وثقافيا وسياسيا لمرحلة تتقاطع تماما سياسيا وفكريا واجتماعيا مع انتماءات وأفكار ومكونات الرئيس مرسى السياسية، وهو ما لم يخفه الرئيس نفسه فى خطابه الأول لأهله وعشيرته فى ميدان التحرير بعد فوزه فى انتخابات الرئاسة بجملة «وما أدراك ما الستينيات». أو ما قد يفسر بأنه محاولة من جانب الرئاسة لإسباغ مشروعية قراراتها وإصرارها على المضى لتنفيذ ما قررته وإجراء الاستفتاء على الدستور رغم حالة الانقسام والاستقطاب ودماء الشهداء التى لم تجف حتى الآن.

على أية حال فقد تم اللقاء مع رأس السلطة بتبرير منطقى من الأستاذ لقبول دعوة اللقاء، فهو غير منافس له وليست له أطماع سياسية ولا ينتمى لحزب أو تيار يعارض قرارات الرئيس ومواقفه، لكن، ومع أهمية وحساسية اللقاء وتوقيته كان السؤال الذى ردده الكثيرون «وماذا بعد؟»، «هل استمع الرئيس لنصائح الأستاذ ووصلته رسائله الكثيرة حول الوضع السياسى المرتبك والمشحون، وهل سيعمل بها أو ببعضها؟».

رسائل الأستاذ كانت كثيرة كما ذكرها فى لقائه الممتع مع الإعلامية القديرة لميس الحديدى، فالرئيس لن ينجح فى إدارة شؤون البلاد بجماعته وبأنصاره وحدهم فقط، وهناك ضرورة لتأجيل الاستفتاء وفتح حوار مجتمعى جديد حول الدستور لإحداث التوافق الوطنى حوله، فالدستور فعل من أفعال المستقبل ولا يتحكم فيه من ينتمون بأفكارهم للماضى، والمصالحة الوطنية الشاملة هى السبيل الوحيد أمام الرئيس لدعم شرعيته واستمرار مسيرة حكمه بدلا من السير فوق الأشواك والجماجم والاندفاع بأقصى سرعة نحو الهاوية.
تم اللقاء ويبدو أن رسائل الأستاذ فهمها الرأى العام، والوحيد الذى لم يستعبها هو الرئيس نفسه.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة