د. محمد شومان

الدستور وأخطاء مرسى والمعارضة!!

الأحد، 16 ديسمبر 2012 05:59 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أولا: أرفض حصار المنشآت العامة من محكمة دستورية أو مقر الرئاسة، أو مدينة الإنتاج الإعلامى، لأنه يهدم قواعد الدولة ويرهب الإعلاميين والقضاة، لكنه يزعج الرئيس لأن لديه حرسا جمهوريا يحميه. ثانيا: التفكير بالمؤامرة آلية معروفة ومنتشرة منذ بدء ثورات الربيع العربى، لكنها انتعشت بقوة فى الأزمة الأخيرة، حيث روج لها الرئيس وجماعته والسلفيون، وادعوا أن هناك مؤامرة ضد الرئيس والشرعية، ينفذها القضاء!!، كما أن المعارضة تمول من الخارج وتتعاون مع الفلول، لكن الرئيس بكل صلاحياته وأجهزته وكذلك الإخوان.. كلهم لم يقدموا ورقة واحدة أو مستندا يثبت صحة كلامهم.ثالثا: الارتباك والتخبط والتوتر يسود المشهد السياسى المنقسم أصلاً بين القوى الإسلامية والمدنية، فقرارات الرئيس متعجلة وثأرية، وتناقض وعوده ومواقفه السابقة، خاصة تجاه التوافق على الدستور والضبطية القضائية. أيضا قرار الإخوان بالاعتداء على المعتصمين فى الاتحادية تجاوز كل حدود المنطق والعقل، وأساء للجماعة، تماما كما أساء مسلسل حرق مقرات الإخوان للقوى الثورية.

أما رابعا فهو أن المعارضة مرتبكة أيضاً فقد رفعت سقف مطالبها، وأشارت إلى انهيار شرعية مرسى، ثم تراجعت ووضعت شروطا صعبة للمشاركة فى الاستفتاء بلا، من دون تحركات نشطة فى الريف والصعيد، ومن دون أيضا تقدير لاحتمال أن تكون النتيجة بنعم للدستور، وإذا حدث ذلك فإنه لا يرجع لقوة الإخوان والسلفيين أو انقسام القوى المدنية، لكنه يعود إلى أن أغلبية الشعب «زهقت وعايزة تخلص»، خاصة أن هناك وهماً كبيراً جرى الترويج له بأن نعم تعنى الاستقرار ونصرة الشريعة والإسلام!!

خامسا: شخصياً كنت مع المقاطعة لكنى سوف أذهب للمشاركة بلا، التزاماً بموقف جبهة الإنقاذ، أى أننى سأستعير من الإخوان والسلفيين ولمرة واحدة فقط، آلية السمع والطاعة العمياء، التى تعطل التفكير والقدرة على الابتكار والتجديد.

سادسا: آلية السمع والطاعة تحول البشر إلى عبيد للأمير أو القائد، وتخلق منهم أدوات للتظاهر أو الاعتصام أو حتى القتل، لذلك كان من السهل أن يتقبل عبيد السمع والطاعة الإعلان الدستورى ويدافعون عنه، ثم يؤيدون إلغاءه بدون نقاش. والأهم يصدقون أكاذيب قادتهم التى تصور الإخوان ضحايا أبرياء لمؤامرة كونية شريرة. سابعا: الانقسام والاستقطاب السياسى والثقافى ضرب الإعلام المصرى فى مقتل، حيث تحولت كل وسائل الإعلام تقريباً إلى أدوات للصراع والانقسام، ولعبت دوراً كبيراً فى تعميق الاستقطاب، وبالتالى انهارت المعايير المهنية ومواثيق الشرف الإعلامى، وتراجعت مصداقية الإعلام المصرى وبعض القنوات العربية، حتى أصبح من شبه المستحيل أن تجد رواية لحدث متفقا عليها بين وسائل الإعلام، فكل منها يلون الحدث ويقدم تغطية إخبارية له تتفق مع توجهات القناة أو الصحيفة وموقفها من الانقسام والصراع الدائر فى المجتمع.

ثامنا: رغم ابتعاد الإعلام عن المهنية، وتورطه فى الاستقطاب والصراع السياسى، إلا أنه لا يمكن القبول بحصار مدينة الإنتاج الإعلامى أو اتحاد الإذاعة والتليفزيون وترويع الإعلاميين، وهناك ألف طريقة لإصلاح الإعلام ليس من بينها حصار المبانى وتهديد الإعلاميين.

تاسعا: ألمح فى أتون الأزمة تنامى دور العسكر فى السياسة، ولا أقول عودة لأنهم لم يغادروا المشهد السياسى، لاسيما أن الرئيس وجماعته لم يقتربوا من صلاحيات الجيش وأبقوا عليها فى الدستور الجديد، وأتصور أن الجيش من حقه أن يقلق من انقسام المجتمع وعدم الاستقرار لأنه يهدد الأمن القومى، وبالتالى ربما يتحول القلق إلى أفعال أو تدخلات، قد تفضى إلى مزيد من المكاسب للجيش فى إدارة البلاد، أو حتى ظهور تحالف جديد بين العسكر والإخوان على نحو شبه مماثل للتجربة الباكستانية، ووقتها لن تعارض واشنطن طالما التزم هذا التحالف بعدم المساس بمصالحها فى مصر والمنطقة. عاشرا: كلمة البرادعى للشعب كانت مؤثرة، دعوته لرفض الدستور الباطل جاءت قوية ومقنعة، ربما لأنه تحدث بطريقة جديدة يبدو أنه تدرب عليها طويلا، أرجو أن يواصل هذا النهج وأن يقلل من أسفاره الكثيرة للخارج.








مشاركة

التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

meck

ماذا بعد الفرصة الاخيرة

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد أحمد عطيه

نرفع القبعه

عدد الردود 0

بواسطة:

يوسف عبد الرحمن

مصر حرة

مقال رائع ومتوازن جدا

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة