خالد أبو بكر

مصر وحشتنى أوى

الإثنين، 17 ديسمبر 2012 08:10 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ياه، كأننا فى كابوس ومش عارفين نفوق منه، فين بلدنا الحلوة بناسها الطيبين، فين الأمن والأمان، فين الناس اللى كانت بتزورنا صيف شتا، فين حبنا لبعض، فين ماتشات الكورة وحفلات الأوبرا معقول يا اخونا بلد يتغير حالها فى كام شهر لتصل لمرحلة إن ولادها بيضربوا بعض ويقتلوا بعض وكل الناس بتسأل بعضها نعمل إيه؟ واحنا رايحين على فين؟ والسؤال بقى طعمه بايخ لإن واضح إن ما فيش إجابة كلمنى على الساعتين اللى جايين ده إن كنت أعرف هيحصل فيهم إيه فى الوقت اللى احنا شوفنا فيه بلاد بتتكلم عن العشرين سنة اللى جايين،
واضح أننا نواجه قدرا لن نستطيع أن نهرب منه، واضح أن هذا المجتمع لم يكن يعرف بعضه البعض، فالمصريون منتشرون على هذه الأرض. جميعهم لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات يستوى الغنى بالفقير، لكن بعد الثورة اكتشفنا أننا كنا لا يرى بعضنا البعض، لم نكن نعلم أن هناك فريقا منا ليس بالقليل فى هذا المجتمع يتجمعون بإرادة قادتهم ولهم عقيدة وأهداف دينية ومجتمعية ويعتقدون أن لهم صلاحيات كى يصلوا إلى أهدافهم مقتنعين بنبل تلك الأهداف وبهوان التضحيات أمام تحقيقها.
أنا أعترف أننى شخصيا لم أكن أعلم حجم السلفيين والجماعات الإسلامية وقيادتهم فى مصر إلا بعد الثورة، وحتى هذه اللحظة لا أعرف مدى تشعبهم ولا أجيد التمييز بينهم، لكن ما أعرفه تمام المعرفة أنهم يتحركون وفق إرادة قادتهم، وأن عقيدتهم مغلفة بالدين والدفاع عنه، طيب يعنى احنا اللى كفرنا!!!
يا ااخونا لازم نواجه نفسنا بواقع أن بيننا مصريين لهم أفكار وطريقة فى التعامل مختلفة ولهم أيضا أصوات انتخابية ويستطيعون التأثير فى الطبقة غير المتعلمة والفقيرة فى المجتمع، ومن ثم يستطيعون الحصول على نسب مرتفعة فى البرلمان وعليه يمارسون التشريع ويحكمون هذا نتاج غياب الوعى والثقافة فى مجتمعنا وسهولة التحكم فى البعض منا نتيجة حاجة الكثير منا إلى قوت يومه ودواء أبنائه فى بلد كان يقال عنها إنها بلد الأمن والأمان، أصبح حمل السلاح واستخدامه فى الشوارع العمومية خبرا عاديا وكل يوم يسقط منا من  يسقط، وأصبحت الدولة غائبة عن دورها فى حماية المواطن ولا تستطيع أجهزة الأمن السيطرة على بعض الحشود التى تؤتمر بأوامر قادتها.
ولا يوجد مثال على ما نحن فيه الآن أكبر من محاصرة مدينة الإنتاج الإعلامى على مرأى ومسمع من كل الأجهزة الأمنية ورئاسة الوزراء ورئيس الدولة، يتعرض كل من يدخل هذه المدينة إلى التفتيش والترهيب وأحيانا للاعتداء ولا حياة لمن تنادى، ولم يستطع  وزير الداخلية تأمين البوابات وتأمين دخول ضيوف المدينة والعاملين بها، أصبح من يدخل المدينة عليه أن يدخل متخفيا، وإن تم التعرف على شخصيته فهو وحظه، إما أن يتمكنوا منه شخصيا أو يحطموا سيارته وكل يوم نسأل من المسؤول عن ذلك؟ ولا مجيب وأكثر من ذلك بعدا، انقسم القضاة ووقفوا ضد رئيس الدولة وجماعته، وانقسم أعضاء النيابة العامة، ووقفوا ضد النائب العام الذى عينه رئيس الدولة، وانقسمت النقابات بين تابع للجماعة ومعارض لها، وأصبحت المنابر فى المساجد يسمع فيها الاستقطاب إلى فريق بعينه مدعين أنه الفريق الأقرب إلى الله والدين وأنه الفريق الداعى للاستقرار.
وأصبح المصريون يتبارون فى البرامج التليفزيونية بين مؤيد ومعارض فى نقاشات وصلت إلى الشوارع والنوادى الاجتماعية والبيوت بل والعائلة الواحدة، وأنت وحظك إما أن ينتهى النقاش بسلام وإما أن تكون نهايته اشتباكات بين مصرى ومصرى آخر مختلف معه فى الرأى، «والاتنين يركبوا عربية إسعاف واحدة ويروحوا يتعالجوا فى نفس المستشفى». 
كانت أكبر تقسيمة عندنا لمدة تسعين دقيقة يوم ماتش الأهلى والزمالك، وكانت تقسيمة كلها ضحك ومتعة، دلوقتى بقينا سلفيين وإخوان وليبراليين، مبقاش فى مصريين وبس لازم يبقالك تصنيف.
فين مصر يا اخونا مصر وحشتنى أوى، فين بلدنا الجميلة، ومش هاسألكم نعمل إيه عشان نرجعها، لأن ولا واحد فيكم يعرف ولا واحد يقدر، لازم كلنا اللى نجاوب ومع بعض عشان خلاص واضح إن الغطاء انكشف، وإنه لازم نشوف بعض فى كل مكان من أول هاسيندا إلى الدويقة دول مصريين ودول مصريين ولازم نعرف إن مجتمعاتنا مش هاتشوف الحرية ببلاش، والحرية ليست فقط من التحرر من الاستبداد السياسى وإنما التحرر من الجهل والرجعية.
بس لحد ما ده يحصل اللى يلاقى فيكم مصر يقولها إنها وحشتنى أوى.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة