خطب الشيخ يوسف القرضاوى فى المسلمين من فوق منبره بمسجد الفاروق عمر بن الخطاب بالدوحة، ودعا المصريين من قلب الدوحة، بأن يذهبوا ليقولوا نعم للدستور، حتى تمنح قطر مصر 20 مليار دولار، وبشر الشيخ جموع المصريين بالاستقرار والنعيم والرغد الوفير فى حالة خروج الاستفتاء بــ«نعم» وقد طلبت من المفكر الإسلامى كمال الهلباوى، أن يبدى رأيه فى هذا الكلام، وهل يعد من قبيل الفتوى أم الرأى السياسى، فقال إن هذا مجرد رأى سياسى لبشر، وليس له علاقة بالشريعة أو الفتوى، ولأنه مجرد رأى فأنا أرفضه وأستنكره، ويجب على أى مسلم حر أن يرفضه، ويجب على الشيخ القرضاوى أن يعلم أنه يؤثر بكلامه على جموع المسلمين الذين يقتنعون به كرمز إسلامى كبير وشيخ جليل، وأن يراجع ما يقول خصوصاً ومصر لا تتسول، ولن تتسول، وهو يحض المصريين على الحشد لرأى سياسى، مستغلاً حالة الفقر، وهو بذلك لا يعلم طبيعة الشعب المصرى، الذى يضع كرامته فوق أى اعتبار، والمثل يقول تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها، ثم أضاف الأستاذ الهلباوى، أن هناك تناقضا فى مواقف الشيخ القرضاوى، لأنه فى أحد كتبه صفحة «338» قال إنه بعد ثورات الربيع العربى، يجب أن يرحل أى عسكرى أمريكى من منطقة الخليج، وأنه على كل مسلم حر، أن يواجه القواعد العسكرية الأمريكية، وألا يبقى أى جندى أمريكى فى منطقة الخليج، ويعلق الهلباوى على ذلك موجهاً سؤاله للقرضاوى: لماذا لم تناضل ضد القواعد العسكرية الأمريكية فى قطر؟ ولماذا لاتزال هناك رغم وجود هذه القواعد؟ وأنا أضيف لكلام المفكر الكبير سؤالا آخر: هل تعلم وأنت ابن الريف المصرى، إحدى قرى كفر الشيخ، أنه من طبيعة المصرى أن يبيع كرامته وعقله بريالات أو دولارات قطر؟ وكيف بالله عليك وأنت تعلم أن أمريكا تنفذ مخطط الفوضى الخلاقة فى المنطقة، وأن ذراعها الأبرز هى قطر، وأن هذا المخطط، صهيوأمريكى لصالح تل أبيب أساساً.. كيف تساعدهم بوجودك ومكانتك وتأثيرك على تنفيذ هذا المخطط الذى لا يخفى على أحد أيها الشيخ الفضيل؟ إذا كنت لا تعلم فالمصيبة أعظم، ثم دعونا نعود لأصل الداء الآن فى نكبة المصريين، وهو تسييس المنابر، واجتياح المساجد بشيوخ الاستقطاب والحشد نحو تمرير الدستور الذى وضعه فصيل الإسلام السياسى، بعيداً عن بقية المصريين بمختلف مشاربهم، لقد استخدم الشيوخ المنابر للاستقطاب السياسى بصورة غير مسبوقة، أدت لإغراق مصر فى مستنقع دموى، وما يشبه الحروب الأهلية، وأدى الأمر إلى ذروة الحريق عندما حاصرت الميليشيات المتطرفة مدينة الإنتاج الإعلامى، ثم مقر التيار الشعبى، ثم حرقوا مقر الوفد، وحاصروا الصحف المستقلة والمعارضة، وهو مؤشر فى منتهى الخطورة، يجعلنا نخشى على أى صاحب رأى، لأن المسألة انتقلت من الإرهاب الفكرى والاغتيال المعنوى للإرهاب البدنى والتهديد بالقتل على المستويين الفردى والجماعى، وفى ظل غياب الدولة والداخلية والقانون، فنحن الآن أمام شريعة الغاب، هل يريد الرئيس مرسى وجماعته أن تتحول مصر لغابة.. البقاء فيها للأكثر إرهاباً؟!