لم يدرك المفكرون الفضائيون حجم الهول إلا بعد أن حاصرت جحافل سلفية مدينة الإنتاج الإعلامى، ولم يدرك رؤساء تحرير الصحف الخاصة الخطر حينما تم الاعتداء على الزميل خالد صلاح، رئيس تحرير «اليوم السابع»، ولكنهم أظن لمسوا النار بأيديهم بعد إضرام النار فى صحيفة الوفد، ولم يصدقوا أن للإخوان ميليشيات إلا بعد مذبحة الاتحادية، ولكن كل تلك المؤشرات مجرد أدلة بسيطة على الدولة الإخوانية الموازية التى شرعوا فى إرساء معالمها منذ وصولهم للحكم عبر كرسى الرئاسة، وبدأت الخطة بدفع الدولة العميقة لمزيد من التفكك وصولا للانهيار، بداية كان إنهاء حكم المجلس العسكرى وتسليم السلطة التنفيذية والإعلام الرسمى لبعض المتأخونين وتفرغ المستشارين القانونيين للإخوان فى الرئاسة للهيمنة على السلطة القضائية ودفعها إلى خارج الحلبة وصولا للقطيعة المعرفية مع التراث القضائى، وذلك بوضع القضاء فى مواجهة مع الثورة واستخدام الغوغاء فى ترسيخ ذلك وحصار المحكمة الدستورية ومنع القضاء من أداء عمله حتى يتم إنهاء دوره وإبداله بقضاء شرعى، كذلك إخضاع الأجهزة الأمنية وإرهابها وتجسد ذلك فى إلقاء ميليشيات الإخوان القبض على ضابط واتهامه بتوزيع أموال على متظاهرين لحرق مقر الإخوان بالإسكندرية، وذلك فى محاولة لكسر هيبة الأجهزة السيادية خاصة بعد اتهامهم الشرطة بالتراخى فى مواجهة حرق مقار الإخوان والحرية والعدالة، ومن يراجع مواقف الإخوان من القوات المسلحة فسيجد بعض المؤشرات التى تعكس أزمة غير معلنة، وعلى سبيل المثال لا الحصر ما حدث مؤخرا حينما دعا وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسى للحوار مع القوى الوطنية وما تلا ذلك من موافقة القوى الوطنية والأزهر والكنيسة على الدعوة ثم فوجئ بالرئاسة تلغى الحوار مما دعا كثيرا من المحللين للحديث عن مخاوف لدى الإخوان من أن تعود القوات المسلحة لتلعب دورا سياسيا، وحتى بعد أن أعطت الرئاسة للقوات المسلحة حق الضبطية القضائية فإن البيانات التى صدرت ونشرت على لسان القيادة العسكرية أكدت أن الجيش ملك الشعب وأن حق الضبطية القضائية لن يستخدم إلا أمام مقار الاستفتاء، ولكل من سوف يحاول الاعتداء على مؤسسات الدولة فى إشارة واضحة إلى أن القوات المسلحة المجيدة لن تقبل بأن يستخدمها الإخوان ضد الشعب. وحتى المؤسسات الدينية لم تسلم من تهديدات الإخوان ومن شاهد الجلسة الأخيرة التى تم فيها سلق الدستور سيرى كيف تم فيها «ابتزاز» شيخ الأزهر بمادة العزل السياسى، كما لن ينسى التاريخ الانحدار السياسى الذى جاء على لسان القيادى الإخوانى محمد البلتاجى فى مظاهرة رابعة العدوية حينما هدد الكنيسة والأقباط بعبارات واضحة الدلالة، هذا الجرم الذى لم يجرؤ عليه أى حاكم أو قائد سياسى حتى تاريخ اليوم، ولكن فات الإخوان أن كل هذه العدوانية إن دلت على شىء فإنها تدل على الفشل السياسى والأخلاقى، وأن مصر أكبر منهم، وأن المقاومة الشعبية تتسع يوما بعد يوم، ويكفى أن نرصد أنه لم تنقض ستة اشهر من حكم مرسى إلا وأريقت دماء 11 شهيدا و614 جريحا.. والبقية تأتى.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة