مشهور ابراهيم احمد

رسالة إلى صديقى "الفلول".. وطنك يناديك

الخميس، 27 ديسمبر 2012 10:51 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"أصبح لدى مصر دستور".. نعم يا صديقى، هذه هى الحقيقة وهذا هو الواقع، وقبلها انتهت الانتخابات الرئاسية وانتهى حكم المجلس العسكرى، وانتهت جولات حاسمة فى مسار الثورة تؤشر إلى أن عجلات الساعة لن تعود أبدًا للوراء.

المؤسف يا صديقى أننى مازلت أشعر أنك تتمنى عودتنا للوراء وتبحث عن المستقبل فى الماضى، مازلت تدافع عن نظام بائد وتمجد رموزه، تلعن 25 يناير وتسمى من دعوا لها "عملاء" ومن استشهدوا "بلطجية".

كنت تعلق أمالاً كبيرة على معركة الانتخابات الرئاسية، وكنت تعلم أنه لو فاز أحد مرشحى النظام القديم، فستعود الأمور إلى ما كانت عليه، وإلى ما كنت تعتبره الأفضل، بعدها راهنت على بقاء المجلس العسكرى وتكبيله للرئيس المنتخب، وراهنت على الدولة العميقة بكل أجهزتها.

صديقى "الفلول" ـ وأنا هنا حين أستخدم لفظ "الفلول" لا أقصد الإساءة إليك، ولكن استخدمه كمصطلح درج عليه القول، لوصف هؤلاء الذين انتفعوا من النظام المخلوع ومازالوا يدافعون عنه حتى الآن، أو يتمنون عودته فى ثوب جديد، ولو كان هناك تعبير آخر لوصف ذلك، لسعيت لاستخدامه، حتى لا يكون ذلك، بمثابة إساءة للآخر ـ صديقى دعنى أصارحك بالحقيقة، فأنت تعلم أننى لست فى عداء معك أو مع غيرك، وكل ما فى الأمر أننى أسعى لأن تكون بلادنا أفضل وأن تتبوأ المكانة التى تستحقها، دعنى أصارحك وأقول لك أنك لم تكن تسير فى الطريق الصحيح.

جذبتك الأضواء، وسعيت لتحقيق أحلامك وطموحاتك، وليس فى ذلك عيب، فكلنا لنا أحلامنا، ولكن الخطأ أن يكون ذلك على حساب الآخرين، الخطأ أن تحاول الصعود على أجساد من حولك، الخطأ أن تسعى للحياة بموتهم، وأن تصبح ثريًا بإفقارهم وأن تحقق طموحك الكبير بوأد أحلامهم البسيطة.

ستدافع عن نفسك، وتقول لى أنك لم تؤذ أحدًا ولم تظلم ولم تضر، وأقول لك، لقد سلكت الطريق الخطأ بدعمك لنظام فاسد كان يستخدمك لتحقيق أهداف خاصة تضر بمجتمعك ووطنك أشد الضرر.

ستقول أنك كنت تسعى للإصلاح، وأنه كان لديك رغبة فى أن تصلح من الداخل، وأقول لك إذا لا تلعن الثورة، ولا تسع لإفشال الثورة التى جاءت من أجل الإصلاح بعد أن عاث النظام المخلوع فى الأرض فسادًا ونهبًا وطغيانًا وظلمًا وقهرًا.

أعلم أنك لم تسع لخدمة نظامهم البائد اقتناعًا بأنهم "نظام صالح أو خيّر"، وأعلم أنك مثل الكثيرين ذهبت مضطرًا بعد أن ضاقت عليك الأرض بما رحبت واستشرى اليأس وبعُد الأمل، أعلم أن ضغوط الحياة كانت قوية وأن المستقبل كان غامضًا، أعلم أنه فى هذا التوقيت الحرج تلقفتك أيديهم فدنت لهم بالولاء.

صديقى أعلم كم عانيت فى مقتبل حياتك، وأعلم كيف كانت المثبتات، وأعلم أنك بعد أن دخلت عالمهم تغيرت حياتك بعد أن كدت تفقد الأمل فى تغييرها، أعلم أنك رتبت حياتك بأكملها ومستقبلك وفقًا لبقائك معهم وسيرك فى ركابهم، أعلم كل ذلك ولذلك أخاطب الضمير بداخلك!!

لقد جاءتك الفرصة لتتطهر من خطاياك، مثلما نسعى جميعًا للتطهر من خطايانا، جاءتك الفرصة لتراجع نفسك الآن، ولتحمد الله أنك لم تضع عمرك فى خدمة نظام لا يستحق أن تعمل من أجله ولو لساعة واحدة.

مصر تتغير إلى الأفضل فساهم فى بنائها بدلا من رفع معاول الهدم والنقد غير البناء والتشكيك فى كل ما هو مبشر بالخير، مصر لها رئيس الآن، هو أول رئيس مدنى منتخب من قبل الشعب، اختلِف معه سياسيًا إذا أردت لكن لا تسعِ لتقويض أركان حكمه، لأن إضعافه سيكون إضعافًا لنا جميًعا، فى وقت تحتاج فيه بلادنا للدعم ولتقوية كافة مؤسسات الدول وعلى رأسها مؤسسة الرئاسة.

مصر الآن لها دستور، تحفظ على بعض مواده أو حتى أرفضها، ومن حقك أن تسعى لتغييرها بشتى الوسائل الشرعية المتاحة، مادمت تراعى حقوق الآخرين، وما دمت تحترم إرادة من يؤيدون هذه الدستور.

هناك تيارات وأحزاب وحركات فى مصر الآن، إسلامية ومدنية، تسعى للتطوير ولخدمة المواطن فلا تسع أنت لتوجيه السهام لها وتعطيلها عن أداء مهامها باختلاق الأكاذيب أو التشكيك فى كل ما تفعله، بل ساعدها إذا استطعت، لأن ذلك فى صالح الوطن، وفى صالحنا جميعًا أيًا كانت انتماءاتنا.

صديقى، لا تقل إنك لن تشارك لأنك مختلف سياسيًا مع الرئيس والحكومة ورافض للدستور، مصر لنا جميعًا، كمعارضين ومؤيدين، ونحن حين ندعم النظام الجديد المنتخب لاندعم فردًا ولا حزبًا ولا جماعة، بل نبنى وطنًا جديدًا لأبنائنا، ومستقبل أرحب لـ "مصر القوية".





مشاركة




التعليقات 5

عدد الردود 0

بواسطة:

ماجد حسان

مقالة محترمة

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود

انا مش مصدق نفسى

بجد المقاله راقيه جدا !!!

عدد الردود 0

بواسطة:

حسن

صديقي اللي مش عارف توجهه

عدد الردود 0

بواسطة:

علاء الفيومي

كاتب وطنى بروح جميلة

عدد الردود 0

بواسطة:

وليد الهلالي

التعليق رقم 3 .. وطنك يأن ممن مازالوا يعبدون نظام مبارك .. انشر ياسابع لو سمحت

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة