سوف يذكر التاريخ للرئيس محمد مرسى أنه أول رئيس بعد ثورة عظيمة يشق البلاد وينحاز لمؤيديه، ويستبعد معارضيه، ويصمت على تهديد القضاء ومنع المحكمة الدستورية من ممارسة عملها، ويحول التطهير من مبدأ بالقانون، إلى وسيلة لإزالة معارضيه، ووضع أنصاره.
باسم التطهير يضطر مؤيدو الرئيس للخلط وتبرير الاستبداد، رأينا من يقدم نفسه على أنه مفكر يطلب تعطيل المحكمة الدستورية، ولا يرى مشكلة فى حصارها من أنصار الرئيس، ويواصل التدليس ليسأل أين هو الدستور حتى تنظر المحكمة دستورية القوانين؟ ويتجاهل أن المحكمة استمرت بالرغم من تعطيل العمل بدستور 71 بعد الثورة، ويعرف أى مبتدئ أن المحكمة تستند إلى المبادئ الدستورية المستقرة، التى تشكل عرفا يحكم الجميع، ودول مثل بريطانيا ليس لديها دستور مكتوب ويستند قضاؤها لعرف قانونى، هذا «المفكس» وأمثاله من خلايا الاستبداد النائمة، يروجون لما يسمونه تطهير القضاء ويعنون به وضع قضاة تابعين للرئيس وأنصاره وينفذون إرادة السلطة.
المحكمة الدستورية قضت ببطلان مجلسى الشعب فى أعوام 84، و1978 و90، و2000، فى مواجهة مبارك، وبفضل حكم الدستورية فاز 88 إخوانيا فى برلمان 2005، فهل كانت المحكمة محقة وقتها، ولم تعد كذلك؟
ونفس الأمر ينطبق على مجلس الدولة الذى أرسى مبادئ بأحكامه، فى مواجهة استبداد مبارك وفساده، وأصدر أحكاما ببطلان عقد مدينتى، والخصخصة وفسادها، وأحكام لصالح المعارضة والأحزاب وحرية الرأى والتعبير.
استفاد الرئيس مرسى وجماعة الإخوان من هذه الأحكام، ومن القضاء الذى لا يعجبهم الآن، لو كان القضاء بالفعل يريد مكاسب لانحاز إلى الرئيس فى قراراته التى تعتدى على القانون.
القضاء أشرف على انتخابات فاز فيها الرئيس مرسى وأقسم أمام الدستورية وقال فى حقها مديحا.
من فى السلطة لا يهمهم القضاء ولا تطهيره، وإنما يهمهم أن يكون تابعا للرئيس وجماعته، حتى لو كان فى ذلك تحطيم لأهم مبادئ الحكم الرشيد «الفصل بين السلطات»، واستقلال القضاء يعنى أن «الحق فوق القوة»، فإذا انحاز للقوة، سقطت مبادئ العدالة.
نفس الأمر فى مزاعم تطهير الإعلام، ويقصد به أن يؤيد الإعلام الرئيس وجماعته، مثلما كان يؤيد مبارك وحزبه الوطنى، وليس إعلاما حقيقيا، التليفزيون المملوك للشعب انتقل بقيادة أنس الفقى من تأييد مبارك واتهام معارضيه بالتآمر وأنهم قلة مندسة، نفس التليفزيون المملوك لنفس الشعب بقيادة صلاح عبدالمقصود يؤيد مرسى ويتهم معارضيه بأنهم فلول، مع العلم أن الإعلام هو أحد الأدوات التى ساهمت فى رفع الوعى، نقابة الصحفيين من التسعينيات من أول النقابات التى تصدت لمبارك وقوانينه، وشهدت سلالم نقابة الصحفيين أول هتافات حركة كفاية ضد مبارك، ومئات الوقفات، وأيضا ساند الصحفيون قضاة الاستقلال بقيادة الأخوين أحمد ومحمود مكى وحسام الغريانى وزكريا عبدالعزيز، وهشام البسطويسى، وتعرض بعض من يوصفون بالفلول للضرب والاعتقال بسبب مساندة القضاة، الذين يساهم بعضهم فى تدمير القضاء.
التطهير يعنى إخلاء القضاء والإعلام من أى صوت مستقل، والزعم بأن من يعارضون مرسى فلول.. «انتخب البعض مرسى لأن شفيق فلول.. عندما عارضوا مرسى قال عنهم إنهم فلول».
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
خالد الشيخ
يا مرسي أدينا إشارة.. وإحنا نجيبهم لك في شيكارة
عدد الردود 0
بواسطة:
مروان
وماذا عن حصار مجلس الشعب المنتخب وحصار مجلس الوزراء ؟
متى نتكلم بحيادية بعد ثورة عظيمة ...
عدد الردود 0
بواسطة:
مشاكس
الى رقم 1- وماذا عن شعارات ميدان التحرير وألفاظه ... ؟
عدد الردود 0
بواسطة:
ميمو
المشكلة فى العدد 19 = 11 + 8
عدد الردود 0
بواسطة:
أبوالمعتصم
خليك حيادي مرة واحدة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد عبد العزيز
و لماذا لا نقول خلايا دعم الفساد باسم استقلال القضاء!!!!!!!
عدد الردود 0
بواسطة:
عاشق تراب مصر
الشعب لا يهمه كل هذه الترهات ، نريد الإستقرار
عدد الردود 0
بواسطة:
دكتور حسن حجاج
مرسى أكثر إستبدادا من مبارك و مع ذلك يقبل الأسلاميين بإستبداده لأنه منهم و يحقق مصالحهم
عدد الردود 0
بواسطة:
كيميائى عبد القادر
لماذا لا يشرف الاخوان علي الإستفتاء و الأنتخابات القادمة ويبقي زيتنا في دقيقنا
و ده لإستكمال مسيرة المسخرة التى نعيشها
عدد الردود 0
بواسطة:
عبد الوهاب البرلسى بالنقض
مصر فى يد عصابة الأخوان : الأفراد يرهبون الناس و المحاكم و رئيسهم يستحوز و يقصى و يستبد