بحلوها ومرها انتهت معركة الدستور.. مؤيدين ومعارضين احتكمنا إلى الشعب فجاء الرد مدويا ومزلزلا.. وكانت النتيجة فوز %63.8 بنعم و%36.2 بلا.. الشعب المصرى هو صاحب الكلمة وصاحب الإرادة التى يجب أن يحترمها الشعب، وإذا تكلم الشعب فيجب على الجميع أن يصمت، فلا صوت يعلو فوق صوت الجماهير.. هذا الشعب العظيم الذى بهر العالم كله بوعيه وإيجابيته وعشقه للحرية وللمشروع الإسلامى هو يريد أن يصنع مستقبل بلاده بيده.. من المؤكد أن المنتصر الوحيد فى معركة الاستفتاء هو الشعب المصرى.. تحية خاصة إلى صعيد مصر صاحب الإرادة الصلبة، رغم أنه الأقل تنمية والأكثر فقرا، فهو لا يعرف المزايدة ولا المراوغة، بل يعلى دائما مصلحة الوطن.
تحية إلى نساء مصر اللاتى سطرن ملحمة فى المشاركة السياسية من أجل غد مشرق، وكن وقودا للعملية الانتخابية، وبهرن العالم بحضورهن الكثيف.. تحية إلى رجال مصر وشبابها الأوفياء الذين يحبون بلادهم ويحلمون بغد أفضل. نعم انتهت معركة الدستور وجاء وقت العمل والبناء.. يجب على الجميع أن يضعوا أسلحتهم جانبا ويتخلوا عن توترهم ويجلسوا للحوار ووضع أولويات البناء والإصلاح.. الشعب المصرى يتطلع لتعديل وزارى عاجل لحل المشكلات الأمنية والاقتصادية للمرحلة الراهنة.. فتغيير وتطوير المنظومة الأمنية للبلاد أصبح ضرورة ملحة لمواجهة ظاهرة البلطجة التى تعصف بأمن الوطن والمواطنين، وهو ما يتطلب إعادة تنظيم الشرطة، وبحث سبل دعمها مع ضرورة أن تشمل التعديلات الوزارية وزير الداخلية والحقائب الاقتصادية لإنقاذ مصر من الأزمة الطاحنة، والاهتمام بمشاكل المواطنين الحياتية، وتوجيه الدعم للفقراء، وتحسين أحوال القرى الأشد فقراً، وضروة إعادة الانضباط للشارع المصرى، وتفعيل منظومة القانون، والقيام بثورة تصحيح فى القضاء ليكون القضاء عامل استقرار وبناء، ومحل نزاهة وتقدير من الجميع، بابتعاده عن الانغماس فى المعترك السياسى.
مصر اليوم تسعى للبناء وليس للمعارك كما يزعم الفريق أحمد شفيق الذى أصبح يهذى بكلمات تفضح المؤامرة التى يدبرها مع مجموعات البلطجية وفلول النظام البائد، حيث هدد بحرب شوارع بعد نتيجة الدستور لخلع الرئيس مرسى.. شفيق «يهرف بما لا يعرف».. فشعب مصر صاحب الوعى لن يعود للوراء لعصر الاستبداد.. قطعا الشعب المصرى لن يستجير من الرمضاء بالنار.
أحمد شفيق الذى يعد أحد رجال الرئيس المخلوع حسنى مبارك أكد بما لا يدع مجالا للشك أنه يدير حربا ضد الثورة والإسلاميين، وهذا ما يفسر موقعة الجمل التى ارتكبت فى حق الثوار بميدان التحرير أثناء توليه الوزارة.
شفيق ينصب نفسه وصيا على الشعب المصرى، ويرفض إرادة الجماهير التى تدفقت على اللجان الانتخابية فى الاستفتاء على الدستور، قائلا فى مداخلة هاتفية لقناة «العربية»: «أياً كانت نتيجة الاستفتاء على الدستور، فالدستور مرفوض».
على شفيق أن يدرك أن زمانه ولى.. وعهده انتهى إلى الأبد.. فعليه أن يتوارى خجلا مما صنع فى عهد مبارك.. المصريون اليوم يصنعون مستقبلهم بأيديهم، ولا يحتاجون لأوصياء أجرموا فى حقه، بل يستحقون المحاكمة والقصاص العادل.