تذكر جيداً أننا خرجنا جميعا على حكم مبارك لأنه لم يوفر لنا العيش والحرية والعدالة الاجتماعية. وتذكر أننا ذهبنا جميعا إلى صندوق الانتخابات الرئاسية لاختيار رئيس يحقق لنا هذا الثالوث الذى انتفضنا لتحقيقه. وتذكر جيدا أن الاختيار بين الحرية والاستقرار يعنى أننا نختار بين الجنة والنار، فلا استقرار مع كبت لحريتنا، وأنه لا يمكن اختيار واحدة من ثالوث الكرامة «العيش والحرية والعدالة الاجتماعية» شعار 25 يناير، فإما الأيقونات الثلاث معا، أو فلتكن انتفاضة جديدة ضد مرسى، أو أى رئيس غيره، حتى لو جاء بصندوق الانتخابات، كما يتشدق خدم السلطان من أنصار الرئيس الإخوانى محمد مرسى.
وما يحدث الآن من جماعة الإخوان ضد الشعب بصفة عامة، وقوى المعارضة بصفة خاصة، يجعلنا نعيد النظر فيما جاء به هذا الصندوق الانتخابى الأسود من بلاء على مصر، سواء صندوق الانتخابات الرئاسية، أو صندوق الاستفتاء على الدستور المشبوه، هذا الصندوق الذى أثمر لنا رئيسا لا يعرف إلا لغة المخلوع مبارك فى تعامله مع كل من يرفض قرارا له، أو يعارض سياسته التى أدت إلى تجريف مصر وخرابها اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، خراب جعل الرئيس الباكستانى يقول إنه لن يسمح بأن يتكرر سيناريو ما يحدث فى مصر الآن فى بلده، أى أننا أصبحنا مثالا سيئا فى طريقة أداء الحكم.
هذه صورة مصر الآن، والتى ستزداد سوءا بعد قرار النائب العام المستشار طلعت عبدالله، «الذى عينه الرئيس محمد مرسى، بندب قاضى تحقيق يتولى مهمة التحقيق فى البلاغات المقدمة ضد عدد من أقطاب المعارضة، يتقدمهم الدكتور محمد البرادعى، وعمرو موسى، وحمدين صباحى، وعدد من رجال الإعلام بتهمة محاولة قلب نظام الحكم، وهى تهمة من لا تهمة له فى عهد رئيس منتخب، ولكن هذا الرئيس نسى أن الشعب الغاضب لن يصمت طويلا، ولن يقف هذا الصندوق الانتخابى حاجزا أمامه لإسقاط مبارك الجديد، وسيكون شعارنا فى التحرير «ليذهب صندوق الانتخابات إلى الجحيم»، وأن الإطاحة بمرسى وجماعته واجب وطنى. وليتذكر مرسى وجماعته أن بشائر يناير جديد على الأبواب، فهل يتحقق الحلم، أم يظل كابوس الإخوان جاثما على صدورنا لمدة 30 عاما كما فعل الحزب الوطنى المنحل؟