لا يكف الرئيس الموقر الدكتور محمد مرسى عن الحديث عن الحب وضرورة الحوار.. ولا يخلو خطاب من خطاباته، من تلك المقولات، وبعيداً عن إشكاليات الاقتصاد أو سوء الإدارة فليأذن لى سيادة الرئيس أن أسأله عن امتناع قادة جبهة الإنقاذ عن الذهاب للحوار الوطنى؟ لقد اكتشفت يا سيادة الرئيس إن القضية لا تكمن فى (الأجندة) كما يشيع النائب السابق المستقيل محمود مكى ولكن تتركز القضية فى (انعدام أخلاقيات الحوار)، وآسف إن قلت مع احترامى لشخصك الموقر فإن بعض الأمثلة سوف تطالك كرئيس، هل تتذكر سيادتكم أنكم فى أحد خطاباتكم عقب مذبحة الاتحادية أشرت إلى مؤامرة يحيكها قادة معارضون وأضفت أن النيابة العامة لديها اعترافات من المتهمين فى مذبحة الاتحادية تؤكد على أن بعض القادة المعارضين تلقوا أموالاً استأجروا بها بعض البلطجية للقتل والتخريب، ولكن للأسف الشديد أفرجت النيابة العامة عن كل هؤلاء المتهمين وثبت بالقطع عدم صحة حديثك عن المؤامرة، فهل يمكن لأحد القادة المتهمين بالتآمر أن يذهب للحوار معكم؟ وكيف لكم أن تقبلوا أن تتحاوروا مع من تآمروا عليكم على سبيل الافتراض؟ ثم ماذا عن الأحاديث التى نشرت منسوبة لقادة من جماعة «الإخوان» الحاكمة مثل الدكتور عصام العريان من أن الرئاسة لديها تسجيلات هاتفية منها حديث للنائب العام السابق وأرسل النائب العام السابق طلباً للإفادة ولم يجبه أحد. كذلك ما قاله المهندس خيرت الشاطر فى مؤتمر صحفى من إنه لديه معلومات استقاها من تسجيلات تليفونية جرت فى بعض الفضائيات!، وبالطبع لم يحاسب أحد المهندس الحقيقى للجماعة الحاكمة حتى الآن، فهل هكذا يصير التنصت بما لا يخالف شرع الجماعة والشاطر خيرت!.
وأخيراً وليس آخراً.. الطامة الكبرى بل والكارثة فيما تسرب من فيديوهات وبثته بعض الفضائيات والمواقع الإلكترونية للشيخ الدكتور ياسر البرهامى فى جلسة بصحبة أنصاره، حيث أكد على أن التيار الإسلامى نجح فى خداع (العلمانيين والنصارى) ومرر مواد للدستور ضد الدولة المدنية وتؤسس لدولة دينية سلفية، وهاجم الأزهر والكنيسة والإعلام، فهل هكذا يكون الحوار فى شرعكم؟ وهل تحول الخداع إلى فضيلة لديكم؟
هل بعد كل ذلك تعتقدون يا سيادة الرئيس الموقر أن التيار الإسلامى وفى المقدمة منه جماعة الإخوان المسلمون التى تمثلها سيادتكم فى قصر الاتحادية، يحاول أحد من المساكين واليتامى وعابرى السبيل من العلمانيين والمنبوذين والنصارى أن يجلس معه للحوار، وإن أمن على نفسه من التسجيلات فهل يأمن عدم الخداع الذى تحول للأسف إلى (فقه) عندكم، وهل هذا ما أوصى به الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق.