ترى ما نتيجة الاستفتاء على الدستور فى 15 ديسمبر الجارى؟ يؤسفنى أن أؤكد لك أن نتيجة الاستفتاء على دستور الإخوان ستكون بالطبع "نعم"، لسبب بسيط جدا لأننا فى مصر لن نقرأ الدستور قراءة صحيحة، وعندما يأتى موعد الاستفتاء سنكون بين طائفتين لا ثالث لهما الأولى وهى طائفة مؤيدة للدستور ويمثلها التيار الإسلامى بما فيه من أحزاب وقوى ومؤيدين.
والثانية وهى الطائفة الرافضة للدستور، والتى غالبا ما تنقسم إلى ثلاث مجموعات أولها مجموعة تؤكد على أهمية الذهاب إلى اللجان والاستفتاء على الدستور بــ"لا" والثانية ستؤكد على أهمية المقاطعة، والثالثة ستجلس فى بيتها ولن تعبأ بما يدور حولها فيما يعرف بحزب الكنبة، وبالتالى تتفتت أصوات المجموعة الرافضة للدستور وتعلو كلمة الطائفة المؤيدة له.
ولكن السؤال، الذى يطرح نفسه الآن، وعلينا أن نفكر فيه جيدا؟ هل سيكون الاستفتاء على الدستور بالجنة والنار، هل سيكون الاستفتاء على الدستور بـ"نعم" هو الدعوة للاستقرار، هل سيكون الاستفتاء بـ"نعم" دعوة للخلاص من الإعلان الدستورى الأخير، وهنا يجب أن أعتذر عن الإجابة عن هذه الأسئلة لاقتناعى أنها ستكون إجابات محبطة للغاية.
لو وددنا أن نعلم كيف أفسد فينا مبارك.. فلننظر جميعا إلى "الجهل"و"العاطفة".
مبارك أراد أن يكون سقف طموحاتنا "شقة" و"جواز" و"لقمة عيش" لأنه لو توفرت لدينا هذه الأشياء لاتسعت دائرة طموحاتنا لما هو أكبر من ذلك فنعلم حقوقنا وواجباتنا، ونضمن حريتنا ومستقبل أفضل لأولادنا، لذلك فكان أسهل ما لديه أن يحكمنا بجهلنا، أن يكسر فى نفوسنا الشجاعة ويهزمنا، هل تخيل عاقل أن 1500 ضابط أمن دولة يستطيعون أن يكبحوا جماح 80 مليونًا ومن هنا كان "الجهل".
كثير من الناس تحدث" لو خرج مبارك يوم 26 يناير واتكلم بس مع الشعب حتى لو مكنش هيحقق مطالبهم كانت الناس هترجع لبيوتها ومفيش ثورة، بلاش دى" كتير من الناس دلوقتى بعد ما شافوا حكم الإخوان يقولك" ده زمن مبارك كان أرحم" طيب أيه السبب؟ ومن هنا كانت "العاطفة".
اذا أردت أن تحيا كريمًا فاقرأ باسم ربك الذى خلق".. تعلم فالعلم حياة، وابعد عن الجهل يبعد عنك الحاكم الفاسد.
سألنى صديق كيف أقرأ الدستور حتى أستطيع التصويت عليه بـ نعم أم لا؟ فجاوبته اعتبر الدستور ضميرك وانظر لما تتمنى أن يكون ضميرك عليه، وبطريقة أكثر عملية فأول خطوة هى قراءة المواد المتعلقة بمهنتك، فمثلا أن كنت تعمل مهندسًا فاقرأ المواد التى تتعلق بمهنة الهندسة، فإذا كانت تضمن لك عيشة كريمة فانتقل للخطوة التالية، وأن لم تكن كذلك فارفضه من البداية.
وإذا كانت المواد المتعلقة بمهنتك تضمن لك حياة كريمة فانتقل للخطوة التالية، وهى قراءة المواد بالكامل فإن كنت تراها مناسبة وكريمة لك والأجيال القادمة فاقبله أيضًا.
ولكن عليك أن تعِى جيدا أن الدستور كل وليس جزءا بمعنى أنه يجب أن تكون راضيا عن كل مواده بنسبة 100% ولا يجوز أن تكون النسبة 99% لسبب بسيط جدا أن كلمة واحدة فقط داخل أى مادة من مواده قد تنسف الديمقراطية، التى تتمناها لبلدك وتسقط كل الأقنعة عن باقى المواد، وقد تحول حياتك كلها لعبودية مطلقة لسلطة ديكتاتورية.