«المستشار أحمد الزند شخصية محترمة ومقدرة هو ونادى القضاة، له دور كبير النادى طول عمره النادى اللى وقف قدام التزوير فى 2005، ما نسيناهش.. القضاة دول هم اللى عدلوا الموازين، مجلس الدولة هو اللى أصدر الأحكام الكثيرة اللى أسقطت عمليا وإن لم يكن فعليا - النظام - القضاة هم اللى أشرفوا على الانتخابات الأخيرة.. القضاة هم ميزان الوطن.. وبالتالى لا أوافق بتاتا على الإساءة إليهم».
هذا الكلام لم يقله أحد أنصار النظام السابق.. لكن قاله الدكتور محمد مرسى فى قناة سى بى سى أثناء حملته الانتخابية، وهو موجود على «يوتيوب»، باسم «محمد مرسى يمدح أحمد الزند ونادى القضاة».
وهو كلام يتناقض مع كل ما يتردد الآن من أنصار الرئيس وقيادات الحرية والعدالة، حول القضاء، والصحافة والمعارضة لتبرير الإعلان الدستورى الذى مثل اعتداء على سلطة القضاء، هل كان الرئيس محمد مرسى صادقا يومها، أم أنه وأنصاره اليوم صادقون؟
لسنا هنا فى معرض تصيد أقوال، لكننا نؤكد أن الرئيس وأنصاره هم من غيروا كلامهم، ومواقفهم، وهم من جمعوا 200 ألف توكيل للبرادعى فى مواجهة مبارك، والآن يقولون إنه «عميل»، وهم وغيرهم استفادوا من أحكام القضاء فى مواجهة مبارك، ومن أحكامه لصالح الحريات، والآن ينقلبون ويتهمون القضاء والإعلام بالفساد.. نفس القضاء والصحافة والإعلام، هم من تصدوا ودفعوا الثمن فى مواجهة مبارك.
سبق للصحافة أن احتجبت فى عهد مبارك مرتين، الأولى كانت فى مواجهة القانون 95 لسنة 96، القانون الذى كان يمثل اعتداء على حرية الرأى والتعبير، والمرة الثانية احتجبت الصحف تضامنا مع «تيار قضاة الاستقلال»، عندما تمت إحالة المستشار أحمد مكى وهشام البسطويسى للصلاحية، ووقفت الصحافة وتعرض صحفيون للضرب والسحل، يومها كان المستشار أحمد مكى وشقيقه محمود مكى والبسطويسى وزكريا عبدالعزيز يدافعون عن استقلال القضاء فى مواجهة نظام مبارك وتسلطه، يومها تبنت الصحافة قضية الاستقلال، وكانت مقدرة ومحترمة من الإخوان والمعارضة، الآن وهى تساند نفس المبادئ، والحريات وتدافع عن استقلال القضاء، تتهم بالفساد.. بعد أن أصبح المستشار أحمد ومحمود مكى فى السلطة، يقبلون ماكانوا يرفضونه ويناضلون ضده.
كانت الصحافة أول من رفع سقف الحريات، وكانت سلالم النقابة هى أول مكان تنطلق منه مظاهرات «كفاية» 2005، بشعار «لا للتمديد.. لا للتوريث»، كان سلم النقابة مكانا يلجأ له أصحاب الحاجات والاحتجاجات، كانت الصحف تفتح أبوابها لقيادات الجماعة، وترفض المحاكمات العسكرية، وهى التى فضحت التزوير 2005، و2010، ويمكن الرجوع لأرشيف صحف العربى والمصرى اليوم.. وغيرها من الصحف والفضائيات الخاصة، التى فضحت تزوير الانتخابات، وقدمت قيادات المعارضة والإخوان.
كان القضاء وقتها مستقلا، الصحافة وطنية والآن لا.. القضية فى ازدواجية السلطة وتبنى ما كان يقوله الحزب الوطنى، كان يتهم الصحافة بالتضخيم ومعاداة الدولة، والقضاة بتسييس القضاء، نفس التهم، وارجعوا لقول الرئيس فى أعلى، واحكموا.. وكما قال الإمام على بن أبى طالب «لا يعرف الحق بالرجال اعرف الحق تعرف أهله».