يا دكتور مرسى.. اصحى قبل فوات الأوان. يا دكتور مرسى.. اصحى قبل أن تدهسك الجماهير. يا دكتور مرسى.. اصحى فما حدث فى مليونية «الإنذار الأخير» أمام قصر الاتحادية هو البداية. يا دكتور مرسى اعلم أن القرار ليس قرارك، وأنك تخشى التراجع عن إعلانك الدستورى الأسود خوفا من انقلاب مكتب الإرشاد عليك. يا دكتور مرسى.. تحصن بشعبك فهو الأبقى، وكن رئيسا لكل المصريين وليس للجماعة. يا دكتور مرسى والله أنا أشفق عليك لأنك بين نارين، نار الجماعة التى لا تستطيع أن تفلت منها، ونار شعبك الذى يطالبك بأن تحقق أهداف ثورته.
يا دكتور مرسى تخلص من حمامك القديم وخذ برأى شعبك، ولا تكن الاستشارة مقصورة على أصحاب «الشيكارة»، لأنهم لا يريدون بك خيرا ولا بمصر، والدليل أنهم يهددونك بأنك لو تراجعت ولبّيت مطالب شعبك من خارج الجماعة، فإنهم أول من سينقلبون عليك، وهو ما يجعلك مترددا فى أن تلغى إعلانك الدستورى، أو توقف الاستفتاء على دستور لجنة الليل وآخره.
يا دكتور مرسى لا تعاند، فالعند ليس سيد الموقف فى كل الأحوال، وخذ من درس المخلوع عبرة وعظة، ولا تكابر فإن الكبر أخرج الشيطان من رحمة ربه. يا دكتور مرسى.. اعلم أن أنصارك عازمون اليوم أو غدا أن يخرجوا فى مليونيات التأييد والمباركة لسموكم، ولكن هناك من سيخرج فى مليونية الكارت الأحمر، وهو ما يؤكد أن العناد مستمر.
يا دكتور مرسى أنت الذى صنعت الأزمة وعليك حلها، وأنت الكبير، ودائما الكبار هم أصحاب الحل والعقد، ومازال شعب مصر ينتظر القرار الذى يطالب به منذ انفجار الأزمة، وهو إلغاء الإعلان الدستورى، ووقف قرار الاستفتاء، لأنه هو الحل الأخير لهذا الشعب الذى لن يرضى إلا بأن يكون لديه دستور حقيقى، يلبى رغبات كل المصريين، وأن يكون رئيسهم منهم، وليس من جماعة تشعر أنها فوق الأمة والقانون، وأن قوتها فى عددها.
يا دكتور مرسى لا تحول مصر إلى غزة، لأننا لسنا «فتح»، وليس الإخوان «حماس». يا دكتور مرسى.. استجب قبل أن نعلن خلعك وعدم طاعتك، ولن نسمع ما يردده البعض من جماعتك بأنك جئت بالانتخابات، ولن تذهب إلا بالانتخابات، فالشعب عندما يثور لن يقف أمامه صندوق أو انتخابات.