لو كان فى جماعة الإخوان من يسمع أو يعقل، لكفانى اليوم عن تقديم هذه النصيحة التى أتمنى أن يعمل بها الدكتور محمد مرسى رحمة بالبلاد، وحقنا للدماء، وإنقاذا للموقف، لكن للأسف لا يتكلم أحد من أفراد الجماعة إلا وفقا لرؤية المرشد التى عفى عليها الزمن وأصبحت مثل الخرافات البالية.
يا دكتور مرسى، لعلك شاهدت أمس الأول فى يوم الزحف إلى قصرك المنيف مئات الآلاف من شباب مصر، وهم يحيطون بقصرك الذى خرجت منه مذعورا، كما أحاطوا بميادين مصر وشوارعها من الإسكندرية إلى سوهاج مرورا بالمنيا ودمياط والإسماعيلية وبورسعيد والسويس، حتى مسقط رأسك فى الشرقية، ولعلك استمعت أيضا إلى أقاويل أتباعك فى الصحافة والتليفزيون وهم يقللون من حجم هذه الانتفاضة الشعبية على حكمك هاتفين بسقوطك، فغاية ما أتمناه أن تصدق عينيك وألا تصدق أذنيك، وأن تتأكد أنه «إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر»، وأنه لا راد لإرادة الشعب ولا قوة تقدر على الوقوف أمامها، فدعك من تصريحات أعوانك فى الحرية والعدالة والجماعة، ودعك من تلك الحيل القديمة التى لا يلجأ إليها إلا الطغاة الذين يضعون الشعب أمام الشعب، ويردون على المليونية بمليونية، فأنت تعرف جيدا كيف تصنع مليونياتك بالحشد من المحافظات إلى القاهرة لتقام مليونية تأييد، بينما تقام فى اليوم الواحد مليونيات فى القاهرة ضدك، وفى غضون ساعات قليلة، لا يحتاج الداعى إليها إلى خمسين مليون جنيه هى ثمن الوجبات والمشروبات والأتوبيسات وما إلى ذلك من مصاريف، فأصدق نفسك، وكن على علم بكل ما تعلمه خذ قرارك بناء على ما لديك من معلومات يقينية، لا على أكاذيب أتباعك.
يا دكتور مرسى أنت تعرف أنك جمعت ضدك المعارضة على قلب رجل واحد، فلا تتخيل أن بالشارع المصرى انقساما حولك، وكن على علم بأن الشعب المصرى أصبح فى جانبا وأنت وجماعتك فى جانب آخر، فلا تخدع نفسك بترديد أكذوبة أنك منتخبا أو أن جماعتك حصلت ذات يوم على أغلبية برلمانية، فأنت تعرف أن شعبية جماعتك هبطت إلى أدنى مستوياتها قبل حل البرلمان، وإن فوزك بالرئاسة لم يكن إلا بعصر الليمونا بعد أن توعدت وأقسمت بأنك ستعيد تشكيل التأسيسية وستعين رئيس حكومة من الشخصيات الوطنية المستقلة، وإن المفكرين والكتاب والإعلاميين الذين ساندوك بالإضافة إلى مساجد مصر كلها التى دعت لك، بالإضافة إلى ملايين الدعاية المتدفقة، وحشود جماعتك المنظمة، وكتيبة حملتك الانتخابية، والمساندة الدولية التى حصلت عليها، وكل هذا لم يجعلك تفوز بأغلبية واضحة، وإنما كان فوزك هزيلا أمام شخصية مكروهة، لو ترشح ضدها خيال مآتة لفاز عليها بفارق كبير، فاعلم تمام العلم أن الملايين التى لم تنتخبك بالإضافة إلى الملايين التى انتخبتك، كرهت تحكمك وتسلط جماعتك أضعاف مضاعفة عما كانت قبل الانتخابات.
أتعشم أن أكون قد أيقظتك قليلا بالسطور السابقة، وإليك حل المأزق الراهن الذى إن سلكت فيه، فستستعيد بعض الثقة التى فقدتها، وستحقن الدماء وتقهر الشامتين والأعداء، انزل على إرادة الشعب، وألغ الإعلان الدستورى الذى فرق أتباعك قبل خصومك من حولك، ولا تحاول أن تستذكى على الشعب، لأن الشعب أذكى منك، وأوف بوعدك، وأعد تشكيل التأسيسية، لتكون الغلبة فيها لأهل القانون والخبراء الدستوريين، مع الاحتفاظ بتمثيل متساو لكل حزب شارك فى البرلمان السابق، وكذلك تمثيل للقطاعات الكبرى فى مصر، لتخرج من هذا المأزق خروجا مشرفا، هذا رجائى وهذه أمنيتى، فاحفظ شعبك يحفظك.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مشاكس
طيب ياسيدى . تم إلغاء الإعلان الدستورى .. بعد الإستفتاء على الدستور ... ؟
عدد الردود 0
بواسطة:
tomy
مافيش فايده الرجل دخل بينا في الحيط
عدد الردود 0
بواسطة:
تارك الديار
نكبة
عدد الردود 0
بواسطة:
أبو الفوز
صدعتونا بقه كفايه
عدد الردود 0
بواسطة:
م / أحمد
رجاء إلى كلا الطرفين
عدد الردود 0
بواسطة:
عبد الحق
عصابة الخونة المجرمين!
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد ونس
لم يستوعب الموقف بعد