كم هى رائعة لغة الرفض الجماعى لكل التيارات السياسية للخطاب السخيف والمملل للرئيس الإخوانى الدكتور محمد مرسى، هذا الخطاب لم يستفز النخبة، فقط بل استفز الشارع المصرى المشتعل منذ الإعلان الدستورى الأسود الذى وصل ذروته الأربعاء الماضى أمام قصر الاتحادية بعد قيام مليشيات جماعة الإخوان المسلمين التى ينتمى إليها الرئيس بقتل وجرح المئات من المتظاهرين السلميين الذين اعتصموا أمام القصر للتعبير عن رفضهم الكامل ليس فقط للإعلان الدستورى بل ولدعوة مرسى للاستفتاء على دستور وضعه تيار سياسى يمارس عمليات قتل وذبح المصريين بأوامر من قيادات جماعة الإخوان، وعلى رأسهم المرشد والرئيس والشاطر والعريان والغزلان.
لم أر أنا وغيرى فى خطاب مرسى أى جديد فهو يتشابه إلى حد كبير مع خطب المخلوع مبارك، نفس الجمل والعبارات، بل ونفس الاتهامات للمعارضة، والوعود الكلامية، حتى دعوة الرئيس الإخوانى للقوى السياسية للحوار الوطنى هى نفسها دعوة مبارك ونظامه ويتشابه مرسى مع مبارك فى أشياء أخرى هو أن كلاهما لم يخطبا إلا بعد سقوط القتلى والجرحى من الشعب المصرى ضحية الغباء السياسى لكل من المخلوع مبارك والمطارد محمد مرسى.
خطاب مرسى لم يضف شيئا جديدا ولم يحل الأزمة بل سكب مرسى بخطابه البنزين على النار وزادها اشتعالا، ظهر ذلك فى عمليات حرق واقتحام العشرات من مقار الإخوان وحزب الحرية والعدالة ،وهو ما كان يحدث مع مقار الحزب الوطنى المنحل فى جمعة الغضب 28 يناير.
ويبدو لى أن الدكتور مرسى وجماعته لم يتعلموا شيئا من تاريخ انهيار دولة مبارك والذى استخدم فلوله لإرهاب الشعب قبل رحيله فى 11 فبراير، والآن مرسى وجماعته يستحدمون مليشيات الإخوان لتنفيذ نفس سيناريو مبارك والنتيجة «موقعة القصر» الشبيهة بـ«موقعة الجمل»، وإذا كانت التهم التى وجهت لمبارك والعادلى وغيرهما هى قتل المتظاهرين فإن نفس التهم فى انتظار مرسى والعريان والشاطر وغزلان، فهل يتحرك النائب العام ويصدر أمرا بالتحقيق مع هؤلاء أم سيكتفى باتهام مجموعة الصبية الذين أسَرتهم مليشيات الإخوان وأجبروهم على الاعتراف بأن هناك من السياسيين من يمولهم لقتل المتظاهرين ويترك مرسى وجماعته يواصلون عمليات القتل والإرهاب للشعب المصرى الذى خرج فى مليونية «الكارت الأحمر» ولم يتبق لمرسى إلا مليونية «الرحيل» وموعدها قريب جدا.