أفيقوا يرحمكم الله

هناك إصرار من جماعة الإخوان على النظر باستخفاف إلى الحشود الهائلة التى حاصرت قصر الاتحادية مرتين، آخرها أمس الأول، الجمعة، ولا يقتصر استخفافها على مطالب هذه الحشود، إنما يمتد إلى العمى عن قراءة حجمها وعددها، وهو ما أشار إليه الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل فى حواره مع الإعلامية لميس الحديدى يوم الخميس الماضى، حين كشف عن معلومة أن الرئيس محمد مرسى رفع كف يده لمستشاريه وهو يناقش معهم زحف المتظاهرين إلى قصر الاتحادية يوم الثلاثاء الماضى، قائلاً: «لن يزيدوا على خمسة آلاف».
معلومة كاتبنا الكبير لمستها بنفسى يوم الثلاثاء الماضى، أى قبل حواره، حيث كنت ضيفاً مسائياً يومها على إحدى القنوات الفضائية للتعليق على الأحداث، ومن ضمنها احتجاب الصحف المستقلة والحزبية فى اليوم نفسه.
وقبل موعد فقرتى كنت فى صالون الانتظار، وتصادف وجود مسؤول من حزب الحرية والعدالة، وآخر من حزب «البناء والتنمية» الذراع السياسية للجماعة الإسلامية، وقيادى من حزب النور، وشاب «ليبرالى» عضو فى الجمعية التأسيسية، يقول ما تقوله جماعة الإخوان، وكانوا فى انتظار فقرتهم التالية لفقرتى.
كان الشاب «الليبرالى» مزهوا بدوره فى الجمعية، ولا تنقطع الاتصالات به للاستفسار عن بعض المواد، وضمن ما ذكره لأحد المتصلين به، تعليقا على ما جاء فى الدستور عن الصحافة، قوله: «تأسيس الصحف سيكون بالإخطار»، مضيفاً: «يعنى الـ11 صحيفة المحتجبة اليوم حاصلة على الترخيص من الخارج، لكن بالدستور الجديد سيكون الترخيص من مصر وبالإخطار»، وكانت هذه المعلومة وحدها كفيلة بالتأكيد على أن هذا الشاب يقول ما لا يعرفه، فصحف مستقلة كبرى مثل المصرى اليوم، اليوم السابع، الشروق، التحرير، الوطن، صحف مستقلة حاصلة على الترخيص من مصر.
انتقل الحوار فيما بعد بينه وبين مسؤول «الحرية والعدالة»، وبمشاركة خفيفة من مسؤول البناء والتنمية، وصمت من القيادى السلفى. قال مسؤول الحرية والعدالة: «المعارضون والجماعة الليبراليين دول مايعرفوش حجمهم الحقيقى فى الشارع، والرئيس خلاص خلص الموضوع فى حواره يوم الخميس الماضى، هو كسب الشارع بتوضيحه حاجات كتير الناس كانت فى انتظارها»، يرد الليبرالى: «فعلاً»، وواصل مسؤول «الحرية والعدالة»: «اللى موجودين أمام الاتحادية كم واحد يعنى».