الاستقالات المتوالية من قيادات فى التليفزيون المصرى، وحالة الغضب من محاولات أخونة ماسبيرو، تؤكد أن غالبية العاملين داخل المبنى العتيق هم جزء أصيل من ثورة الشعب المصرى ضد محاولات الهيمنة والاستحواذ والاحتكار على مؤسسات الدولة من قبل جماعة، تفتقد أدنى حدود الكفاءة والمهنية. وربما تتصاعد ثورة ماسبيرو بشكل أوسع خلال الفترة المقبلة ضد الأخونة التى يقودها وزير الإعلام الإخوانى المتولى صلاح عبدالمقصود، بترهيب وتهديد الفنيين والمذيعيين والمعدين والمخرجين لعدم مهاجمة الجماعة وانتقاد الرئيس فى قنوات تليفزيون الدولة من ضيوف المعارضة، والقوى الثورية والوطنية وصدور التعليمات غير المكتوبة والتى تحمل لغة التهديد والوعيد بالتركيز على رموز وضيوف جماعة الإخوان وذراعها السياسى من حزب الحرية والعدالة، وإبراز أخبار الجماعة فى النشرات الإخبارية للدرجة التى وصفتها الزميلة الإعلامية بثينة كامل، بأنها نشرة أخبار الأخوان، وتحملت فى سبيل ذلك إحالتها إلى التحقيق ووقفها عن العمل مع الزميلة هالة فهمى.
لم تكن بيثنة وهالة وحدهما.. بل هناك عدد من المذيعين والمذيعات تمت إحالتهم للتحقيق داخل المبنى بحجة عدم مقاطعة الضيف المعارض للرئيس والجماعة أو لمجرد إبدائهم موافقتهم الصامتة على كلام الضيف. هذا هو سلاح الإرهاب الذى يستخدمه الإخوان والمتأخونون داخل مبنى ماسبيرو، الذى يدار بأموال الشعب وليس بتمويل الجماعة، الذى نقض وزيرها كل ما وعد به كعادة الإخوان فى الحديث، عندما تم تعيينه وزيرا لإعلام مصر، بل تعدى حدود اختصاصاته بالأمس وأصبح «مخبرا»، و«وكيل نيابة» عندما صرح لصحيفة الأهرام أمس أن لديه مستندات ووثائق تم ضبطها مع «بلطجية» أمام قصر الاتحادية، تثبت أن هناك مؤامرة على الرئيس والشرعية، رغم أن النيابة ورجالها الشرفاء أفرجوا عن كل الذين اتهمهم المتولى ورئيسه من قبله بالمؤامرة على الحكم بدون ضمانات.
تعهد وزير الإعلام بخلع عباءة الإخوان على أبواب ماسبيرو عقب توليه المنصب، ولم ينفذ تعهده ووعده وظل بالعباءة، أعلن أنه سيعمل على تحويل سياسة الإعلام الحكومى من إعلام سلطة إلى إعلام شعب، وكان صادقا فى ذلك فى تحوله إلى إعلام «شعب الإخوان»، ودخل فى عملية تصفية حسابات مع زملاء المهنة، ووقف جنديا من جنود الإخوان ضد بعض القنوات الفضائية، مثل قنوات «دريم». يعلم وزير الإعلام أن الأيام دول ويشاهد أين يقضى سلفه فى زمن مبارك أيامه الآن، ويعلم أيضا أن هناك أصحاب ضمائر من الشرفاء داخل المبنى الذين سيتصدون لمحاولات أخونة تليفزيون الشعب.