نبيل شرف الدين

مصر بين «الفلول» و«الفسول»

الأحد، 09 ديسمبر 2012 02:10 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى هذه الأجواء المأزومة لا ينبغى أن ننزلق للمهاترات وتبادل الاتهامات بينما تشتعل مصر، وتتحول ضاحية مصر الجديدة الهادئة إلى ساحة للحرب الأهلية بين مصريين ومصريين، لا لشىء إلا لأن جماعة «الإخوان المسلمين» قررت ردع وقمع المتظاهرين المدنيين الذين عبروا عن احتجاجهم يوم الثلاثاء الماضى، الذى مر بسلام ومن دون نقطة دم واحدة، لكن هذا المشهد تبدل فجأة فى اليوم التالى الأربعاء ليتحول محيط قصر الاتحادية والشوارع المحيطة به إلى مواجهات دامية، سقط فيها شهداء ومئات الجرحى، فماذا حدث هناك.. أكتب كشاهد عيان فمنزلى يقع بالقرب من مسرح الأحداث، كنت يوم الثلاثاء وسط الآلاف من المتظاهرين، وكان المشهد راقيا لم تقع أية وقائع عنف، وكانت قوات الشرطة موجودة بكثافة خلف الأسلاك الشائكة، ولم تتعرض للمحتجين، وهم أيضا لم يتحرشوا بها، بل اقتصر الأمر على هتافات ولافتات وعبارات كتبها البعض على الجدران.صمت الرئيس مرسى طويلا ثم خرج ببيان، وليس خطابا، يتهم فيه من أسماهم «الفلول» بقتل الشهداء، لم يتراجع قيد أنملة عن إعلانه اللادستورى، بل دعا لحوار وضع شروطه مسبقا، وهذا أمر أشك فى جديته، فالاستفتاء بدأ بين المصريين فى الخارج بالفعل، وبالتالى فما معنى الحوار بينما الأمور تجرى كما أرادها الرئيس وعشيرته؟

نعود لمن أسماهم الرئيس وجماعته «الفلول» وأذكر أننى قرأت هذا التعبير لأول مرة فى مذكرات محمد نجيب، ثم عدت للمعاجم لأعرف أن أصل الكلمة «فَلٌّ» وتعنى الثَّلْم فى السيف، والفَلُّ مفرد فلول وهى الكسور فى حدِّ السيف، أما فى مصر الثورة فقد شاع استخدام الكلمة لوصف بقايا النظام السابق وحزبه المنحلّ، وهنا تثور تساؤلات عن هوية هؤلاء وحقيقة دورهم وهل يستسيغ عقل أو منطق أن نصف كل الذين نزلوا للتظاهر ضد مرسى وغيرهم من معارضيه بالفلول؟

فى الجانب الآخر من المشهد أعرف شبابا كانوا فى طليعة الثوار منذ يوم 25 يناير قبل أن يدخل الإخوان الميدان وأسمع منهم ردودا غاضبة على هذه الافتراءات بحقهم، ويردون على أنصار الرئيس وجماعته بأنهم «فسول»، وهى جمع «فسل»، وجاء فى لسان العرب أن «الفسل» هو الشخص الرذل النذل ردىء الطبع الذى لا مروءة له وهو الأحمق الذى لا ترجى نصيحته.

أما الوضع الراهن فالانقسام فى الشارع المصرى يتعمق، وينذر باقتتال أهلى كانت أحداث الأربعاء الدامى «بروفة» لما نخشاه ونحذر منه، وهو الانزلاق لحرب أهلية لا يريدها عاقل، لكن سياسات الرئيس وخلفه الإخوان هى التى تعمق الانقسام، فضلا عن مخاوف جدية من «حملة اعتقالات» لوح بها مرسى فى بيانه، ويمكن أن تطال معارضيه بتهم من الطراز الذى طالما استخدمها نظام مبارك ضد معارضيه ومنهم الإخوان، فهل ينزلق الرئيس وأعوانه لهذا السلوك، وهل سيذيق معارضيه ما تجرعه إبان حكم مبارك؟

ثمة مخاوف أخرى لدى الصحفيين والإعلاميين فهناك اتهامات من الرئيس شخصيا وقادة الإخوان لمعارضيهم فى الصحف والفضائيات الخاصة والحزبية بأنهم يشعلون البلاد ويتطاولون عليه وهو ما يؤكد جدية المخاوف على حرية التعبير وملاحقة الصحفيين وقد يمتد الأمر لفرض قيود على الإنترنت بمزاعم كحماية الأمن القومى، وحجب المواقع الإباحية، مع أن هواة تلك المواقع لن يعدموا الحيلة على أرض الواقع وليس الإنترنت، فالأخلاق مسؤولية التربية فى البيت والمدرسة، وأحسب أن هناك أولويات لبلد يقف على حافة الفوضى والاقتتال الأهلى.








مشاركة

التعليقات 5

عدد الردود 0

بواسطة:

عبد العظيم ندا

ارجوك كفانا انتقاد هزلى

عدد الردود 0

بواسطة:

للريس رب يحميه

الى رقم 1- أنا معك ولكنهم مفلسون ....نعم للدستور علشان العجلة تدور

الله أكبر ولله الحمد ..

عدد الردود 0

بواسطة:

واحد منقوط

هو انت رجعت تانى

فوق

عدد الردود 0

بواسطة:

عبده

تعليق طبيعي

عدد الردود 0

بواسطة:

fayez

الاخوان اهم

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة