تعلمنا أن الوطن يتسع للجميع.. لكن دعوات الإقصاء والتخوين والتشويه المتبادل واحتكار كل فصيل للحق.. لم يقسمنا إلى يمين ويسار ووسط وحزب كنبة وفقط.. بل جعلنا قتلى وجرحى وثكلى.
تعلمنا أن الحق واضح وإن اختلفت الطرق المؤدية إليه، إلا أن هناك من يسعى لتبديل مفاهيم الوصول للحق.. البلطجى يصبح ثائرا.. والمعارض لرأيك يصبح خائنا.. والشرعية للميدان وليست للبرلمان.. والكفن أصبح يتسع للجميع.. ونبض الوطن يكاد يتوقف على أعتاب الفوضويين ومحترفى الفضائيات والتنظير والتأطير والتفكير الذين تفصلهم عن الواقع أضواء الكاميرات وهواء الاستوديوهات، لا يعرفون للعرق رائحة ولا للجوع والبرد والفقر طعما.
"الجمل" "البالون" "محمد محمود" "المجمع العلمى" "ماسبيرو" "مجلس الشعب" وأخيرا "بورسعيد" أسماء هى الأخرى تبدلت من أماكن نعرفها جيدا إلى تاريخ يتزامن معه سقوط المزيد من الضحايا، لفظ "الشهيد والمصاب" هو الآخر أصبح مطمعا لدى البعض، ليس حبا فى الدفاع عن شرف الانتماء بقدر رغبة فى الهروب إلى المجهول وادعاء البطولات الزائفة.
أما الضحايا.. فقد ضاق بهم الوطن ووسعهم الكفن.. أصبحوا الآن أرقاما فى السجلات الرسمية.. ومادة ثرية لادعاء البطولة والدفاع عن حقوقهم وللمزايدات.. هم الآن لدى رب كريم اسمه العدل لا شرعية لديه إلا بما شرعه.. هو جبار منتقم قادر على أن يقتص للمظلوم.. هو رحيم رءوف بأسر الضحايا، رحمته تفوق ما يتنازع عليه البشر بمسميات لصناديق لا تعيد شهيدا ولا تداوى مصابا، ولا تملك أن تقتص من جانٍ أو تخفف آلاما.. أو تعيد ابنا لحضن أمه أو تسمح لراحل بدقائق ليودعنا فيها..
الآن يجب أن نتوحد لنقف صفا واحدا قبلتنا مصر، إما أن يتقدمنا فرد نصطف وراءه لنصلى كالرجال.. أو نظل نصلى كالنساء فى صف واحد لا تتميز فيه واحدة عن الأخرى!.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة