افرحى يا أم الشهيد ابنك قضى المولد مع صاحب العيد.
افرحى يا أم مصطفى ومحمد وكريم وأنس وزخارى، افرحى ولا تحزنى، فقد ذهب ابنك إلى الرفيق الأعلى، ونحتسبه عند الله من الشهداء.
ولا تحزنى يا أمى، يا أم الشهيد، رغم فتاوى أنهم ليسوا شهداء، لا تحزنى لأن الحكاية أكبر من شهادة هذا أو ذاك، فقلب الوطن موجوع، وعقل الوطن مشغول بالبحث عن الجناة، لكننا أبدا لن ننسى ورد الجناين اللى فتح فى ملاعب مصر، لن ننسى أبناءنا وأشقاءنا، لكننا أيضا ضد كل من يلعب بالنار، ضد كل من يحاول شق وحدة الصف، ونحن أيضا ضد كل من يتلذذ بحرق الوطن، وأبدا لن نفعل مثل الفئران المذعورة التى تقفز من المراكب الغارقة، لأننا لسنا كذلك، ولأن الوطن أبدا لن يغرق، ووطنية زهوره وشبابه أبدا لن تموت.
لكن الغريب فى الأمر أن الدولة لم تفق بعد وتتعامل وفقا لسياسة التسويف، فحينما نحب أن نكتب شهادة وفاة أى موضوع نحيله إلى لجنة تقصى حقائق، لدرجة أن البسطاء من أهالينا ذهبوا إلى أن مثل هذه اللجان تشبه منادى الميكروباص حينما يقف على الأرض وينادى عتبة عتبة، كوبرى عبود، عباسية، محمد محمود، مجلس الوزراء، ماسبيرو!
كأنه لم يتبق إلا أن ترفع لافتات فى التظاهرات يكتب عليها «المظاهرة دى من السبتية ما تبصلهاش بعيون العسكرى الردية»، أو أن نجد لجنة تقصى الحقائق تبدأ الملف بعنوان: «العين صابتنا والاستشارى نجانا»، أو أن تنافسها لجنة تقصى حقائق أخرى بعنوان لنتائج التحقيقات هو: «اللجنة دى لجنة أكل عيش أقروا تقريرها بشويش»، ولجنة أخرى منبثقة عن اللجنة التانية لتقصى الحقائق برضه كتب عليها عنوان: «يابلطجية ياشر بطلوا ضرب».
أما عنوان لجنة تقصى الحقائق الأصلية التى بدأت منذ فجر الثورة، أو تحديدا عقب موقعة الجمل، فربما يكون مكتوبا على ملفها عنوان: «طريق السلامة يا أبوعلاء وسلملى على المخلوع».
والله حرام ما يحدث ويدور، كل المطلوب هو كشف حساب واضح لكل عورات السنة التى مرت على الثورة.. ثورة الشباب، ورد الجناين اللى كتب بدمه كلمة حرية، وكتب بنفس الدم كلمة نهاية لنظام يغسل أكثر فساداً.
ما نريده هو أن نستفيق لأن البلد لا يتحمل، والمواطن لا يتحمل مزيدا من التسويف أو الضحك على الذقون، فدم الشهيد غال، ومستقبل الوطن أغلى.
يا ناس.. كفاية وحرام أن نضع مزيدا من الزيت على البنزين فتشتعل مصر، وهذا ما أحذر منه وأجرى على الله.. أحذر من سياسة التخوين والتهويل، فليس كل شعب بورسعيد الباسل قتلة، وليس كل شعب بورسعيد الذى دافع عن شرف الوطن وكرامته من فلول النظام، أو جزءا من مؤامرة داخلية وخارجية، لذا أقول لكم ولنفسى: نعم للحصول على حق الشهداء، ونعم لعقاب الجناة، ولا لتقسيم الوطن إلى نصفين، فكلنا مصريون، من نجح ومن أخفق، لكننا فى النهاية نبحث عن صوت الحق، وكلمة حق، وحق الشهيد، والحفاظ على هذا الوطن من التقسيم والتخوين، وهذا ما يدعونا إلى مخاطبة السادة الأفاضل أعضاء لجنة تقصى الحقائق لكى ينتهوا من هذا الملف بسرعة، وأن يعلن النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود، ضمير هذه الأمة، عن سيناريو المؤامرة، وإحالة المجرمين إلى القضاء، لكى يرتاح الشهيد وترتاح أمه وأمى. فهل يسمعنا أى أحد، أم سنكتفى بمصمصة الشفاه والدعاء فقط؟!
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة