عادل السنهورى

العصيان والانقسام

السبت، 11 فبراير 2012 07:58 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان من المفترض أن يحتفل الشعب المصرى اليوم بالذكرى الأولى لتنحى الرئيس السابق حسنى مبارك.. هذا اليوم هو الاحتفالية الحقيقية لنجاح ثورة 25 يناير فى إزالة نظام ظل جاثما على صدر الوطن طوال 30 عاما. كنا نتمنى أن يكون احتفالا للوطن، بدلا من الدعوة للإضراب والعصيان والمدنى الذى يضر بالبلاد أكثر من ضرره بالسلطة التى تدير الحكم الآن.

11 فبراير كان فرصة لإعادة التذكير بأن أهم السمات التى مكنت الثورة من النجاح والانتصار أنها كانت ثورة وطنية جامعة شارك فيها كل فئات ومكونات الوطن، لم يتخلف أحد عن المشاركة، وحّدت الثورة بين شرائح المجتمع المتعددة، وتجلت الوحدة فى الانصهار المصرى، المسلم والمسيحى واليسارى والليبرالى والقومى والإسلامى، ثم توجه انضمام الجيش لثورة الشعب.

11 فبراير كان يوم الإنجاز الحقيقى للشعب المصرى فى إسقاط رأس النظام مجبرا، وكسر عموده الفقرى، ودحر رموزه، وكتابة النهاية لوفاة مشروع التوريث.

الانقسام الآن هو سيد الموقف، والدعوة إلى العصيان المدنى أحدثت الفُرقة بين الشركاء فى الثورة، فجدار الوحدة الوطنية يتآكل بعد أن اعتبر فصيل أو بعض الفصائل أنها المحتكرة للثورة، ومدير عمومها، ومن حقها اتخاذ قرارات، وإطلاق مبادرات ودعوات دون مراجعة باقى القوى السياسية والوطنية فى جدوى الدعوة للعصيان فى هذا التوقيت الصعب، وحالة القلق فى الشارع المصرى من الأزمات المتلاحقة والتوترات التى أرهقت أعصاب المجتمع الذى لم يهدأ يوما منذ تنحى المخلوع. فبدون الدعوة للعصيان والإضراب، فالاعتصامات والاحتجاجات والإضرابات لم تتوقف ساعة واحدة، ودفع الاقتصاد الثمن ومازال.

الدعوة للعصيان اليوم أحدث انقساما رهيبا بين القوى السياسية والوطنية، وهو ما يدعو للقلق الحقيقى على المستقبل، فالشراكة بين الشعب والجيش تعرضت لهزة كبيرة، بل لانعدام ثقة، والآن الدور على وحدة النسيج الوطنى التى تضربها فى مقتل هذه الدعوة الغريبة للعصيان المدنى العام، وهو ما يصب فى صالح أعداء الثورة، ويقدم أكبر خدمة للنظام السابق، ويفتح ثغرة بل هوة كبيرة لنفاذ الثورة المضادة، وتمكينها من تنفيذ مخطط الفوضى والانقضاض على منجزات الثورة.

إذا نجح العصيان والدعوة إليه، فسيكون نجاحه فقط هو إحداث الانقسام بين طوائف وشرائح المجتمع، وإهدار أهم منجز للثورة وهو وحدة الشعب.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة