«حصاوى بالمقهى مع جاره»

الجار
يعنى ما قلتش رأيك فى الثورة يا حصاوى.
حصاوى
أنا مع ثورة الشباب طبعا، بس المشكلة أن عندنا ثورتين. وأنا محتار بينهم.
الجار
إزاى بقى؟
حصاوى
الثورة الأولانية بتعمل مظاهرات واعتصامات، وبتنقد الأوضاع وترفع شعارات وبتدعو لحرية التعبير.
الجار
والتانية بتدعو لأيه؟
حصاوى
بتدعو لحرية الفعل، يعنى كل جماعة أو حتى كل واحد يعمل اللى عايزه، يسرق، يبلطج، يخطف، يهرب حشيش وبانجو وسلاح، يحرق مبانى، يقتل.
الجار
بس دى جرائم مش أفعال ثورية.
حصاوى
لكن اللى بيتحاكموا على الجرائم دى ما يجيش عشرة فى الميه، والباقى مطلوقين
ما حدش بيحوشهم، بالعكس الحكومة بتطبطب عليهم، زى ضرب المديرين وقطع الطرق فى البر والبحر والسكة الحديد وفيه جرائم ما بنعرفش رأى الحكومة فيها.
الجار
مستحيل، زى إيه؟
حصاوى
حاجات كتير بتحصل ولسه هتحصل، آخرها اللى حصل فى كلية هندسة عين شمس.
الجار
حصل إيه؟
حصاوى
جماعة فنانين بيعملوا فيلم عن مظاهرات الطلبة سنة 72 وخدوا إذن الكلية يصوروا مشاهد فيها، وهما بيصوروا بعض الطلبة الثوار منعوهم بالعافية، ولما اشتكوا لوكيل الكلية جه فى صف الثوار وطرد اللى بيعملوا الفيلم.
الجار
لازم فيه سبب.
حصاوى
الثوار ما عجبهمش ملابس اللى بيمثلوا دور الطالبات، عشان لابسين جونلات قصيرة شوية ومش لابسين الحجاب.
الجار
برضه الفنانين كان ممكن يغيروا ملابس الممثلات.
حصاوى
بقولك أحداث الفيلم سنة 72 واللبس وقتها كان كده، ولما الطلبة يمنعوه، معناه أنهم بكره يمنعوا إذاعة كل الأفلام الأبيض والأسود بحجة ملابس الممثلات.
الجار
وانت محموق عشان كده؟
حصاوى
عشان دا مش من حقهم، ثم الأفلام القديمة دى هتتذاع برضه بس فى القنوات العربية مع أنها مصرية، ولو منعوا الأفلام الجديدة من التصوير هتتصور بره مصر.
الجار
هو مش فيه جهاز بيراقب الأعمال الفنية كلها وهو اللى بيأمر بعرضها أو منعها؟
حصاوى
هو صدر الأمر فعلا بمنع الفيلم اللى بقول لك عليه، بس من جماعة الإخوان المسلمين، يظهر صدر قرار بأن الجماعة ترأس جهاز الرقابة بتاع الحكومة.
الجار
أنا ما قريتش خبر بكده.
حصاوى
بس الحكومة سكتت، والسكوت علامة الرضا. قولى لى أنت بقى، أنت مع الثورة الأولانية ولا التانية ولا أنت مع الحكومة؟، الله.. ساكت ليه؟ خايف تتكلم؟.
«الجار يغشى عليه»