أولا: الإضراب.. انطلقت يوم السبت الماضى أولى خطوات الإضراب العام الذى دعا له العديد من الحركات الشبابية والجامعية والثورية، وبغض النظر عن مدى نجاح أو فشل الإضراب، أو حتى الجدوى منه أو توقيت الدعوة إليه، فإنه يبقى شىء غاية فى الأهمية فى تلك الدعوة، ألا وهو أن شباب الجامعات المختلفة هو الذى كان فى طليعة الجهات الداعية بل أكثر الجهات تأثيرا، أكثر حتى من عديد من الأحزاب الممثلة فى البرلمان، وهذا هو المكسب الحقيقى الذى حصلنا عليه خلال عام منذ انطلاق ثورة يناير، فطوال أكثر من ثلاثين عاما قام نظام مبارك بتحريف تربة العقل المصرى المتمثل بالدرجة الأولى فى تجريف شبابه وتهميشهم، فالشباب الجامعى تحديدا دائماً كانوا فى طليعة الحركات الاحتجاجية فى العالم، فى فرنسا ١٩٦٨، واحتجاجات ٦٨ أيضاً فى مصر عقب أحداث النكسة، كل تلك الأحداث وغيرها تثبت أن الشباب هو وقود أى مجتمع، وأن الشباب يبدأ تبلور وعيه من المدارس وصولا للجامعات.
وعلى ذلك فلنهنئ أنفسنا بجيل يملك من الوعى والإرادة ما يجعل مستقبل هذا البلد أفضل كثيرا من مستقبله.. ثانيا: الحكومة.. أؤمن بالمثل القائل إن ما بنى على باطل فهو باطل، ينطبق هذا المثل على حكومة الدكتور الجنزورى بالقوى السياسية والثورية المختلفة، طالبت المجلس العسكرى إبان أزمة شارع محمد محمود بضرورة تشكيل حكومة إنقاذ وطنى حقيقية تعبر عن الثورة قادرة على تحقيق مطالبها وأهدافها، على أن يكون رئيس تلك الحكومة شخصية معروف عنها انتماءها للثورة، ولها من الرؤية الاقتصادية والسياسية ما يسهم فى انتشال الأوضاع الاقتصادية من الانهيار، وقد طرح وقتها اسم البرادعى كمعبر رئيسى عن تلك المعايير السابقة، إلا أن العناد كان دائماً وأبدا هو المتحكم، وتم المجىء بحكومة تنتمى إلى الحزب الوطنى المنحل، مما قاد البلاد إلى مزيد من التدهور الاقتصادى والسياسى والأمنى، وأحداث بورسعيد خير شاهد على ذلك، مما أدى إلى وجوب إقالتها وتشكيل حكومة أخرى وهو ما عبر عنه الإخوان بصفتهم أصحاب الأكثرية البرلمانية.
ثالثا: الرئيس.. بعد إعلان المجلس العسكرى فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية فى العاشر من مارس المقبل، وبغض النظر عن آرائنا فى التوقيت، أو الجدل المثار حول موعد الإجراء الفعلى للانتخابات، فإننا قد دخلنا مرحلة الجد حول الانتخابات الرئاسية نفسها فحتى الآن أعلن عدد لا بأس به نيته خوض الانتخابات الرئاسية وجميعهم ينتمون إلى مختلف التيارات السياسية فمن الإسلامى إلى الوسطى إلى الليبرالى، بل حتى ذو الخلفية العسكرية. المرحلة الجد حاليا لا تعنى فقط البدء فى جمع التوقيعات أو التوكيلات لاستيفاء شروط الترشح بل تعنى بالدرجة الأولى أن جميع السادة المرشحين مطلوب منهم الآن القيام بعرض تفصيلى لبرامجهم، ومن تلك النقطة تحديدا أتمنى أن تختلف الانتخابات الرئاسية عن نظيرتها البرلمانية، فمن حيث الانتخابات البرلمانية تم التصويت فيها على أسس بعيدة كل البعد عن معيار البرامج، وبالتالى ما حدث هو أننا اخترنا مرشحين ثم بدأنا ننظر إلى برامجهم، وهو ما يجب تلافيه فى الانتخابات الرئاسية حيث علينا أن ننظر إلى برامج الرؤساء وأفكارهم وآليات التنفيذ، وفى تصورى أن ظاهرة السكر والشاى ستكون أقل حضورا فى تلك الانتخابات، مما يجعل النظر للبرنامج الانتخابى يأخذ حيزا لا بأس به.
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى
شماعة الخطأ
لا يجب تبرير الفشل