الآن يقف الإعلام الرياضى برموزه ونجومه وكتابه فى قفص الاتهام والمحاكمة، وأصبح هو المسؤول عن «مذبحة بورسعيد» مثلما كان مسؤولاً عن فضيحة أم درمان فى مباراه الجزائر ومصر.
الكل يحمل الإعلام الرياضى المسؤولية وكأنه هو الذى قام بتأجير البلطجية ودبر المؤامرة مع فلول النظام السابق، وشجع الأمن على التخاذل لسفك دم الضحايا من جماهير الألتراس الأهلاوى على أرض استاد بورسعيد.
نعم يتحمل الإعلام الرياضى جزءًا كبيرًا من المسؤولية الأخلاقية والاجتماعية فى المجزرة بعد أن تحولت قنواته الرياضية إلى ساحة معارك وتصفية حسابات شخصية مع الأندية وبعض الشخصيات الرياضية واتحاد الكرة واستغلال الشباب المتحمس وروابط التشجيع للأندية الشعبية على حساب المصلحة الوطنية، فالتعصب زادت جذوته مع تعدد القنوات الرياضية وانتشارها وقيامها بعمليات الشحن وبدلاً من أن تصبح المباريات وسيلة للتقارب والروح الرياضية والتنافس الشريف تحولت إلى ساحة حرب ومعارك ومواقع حربية، وبدلاً من أن نشاهد مباراة أصبحنا نشاهد معركة وموقعة، الداخل فيها مفقود والخارج منها عدو وجريح وقتيل.
فسد الإعلام الرياضى عندما تعامل بقانون النظام الفاسد طوال السنوات السابقة وتحول إلى مطية لرموز النظام السابق وبوق تلميع لهم، بل مساهم حقيقى فى مشروع التوريث لجمال مبارك الذى تابع كل أنشطته وتحركاته وأظهره على أنه الشاب الرياضى وراعى الرياضة الأول فى مصر فى محاولة تسويقه لدى جماهير الكرة من أجل الرئاسة، ولا ننسى الهتاف الشهير لجمال الذى كان شعارًا لإحدى القنوات فى بطولة أمم أفريقيا فى غانا «زى ما قال الريس منتخبنا كويس».
لو كنا حاسبنا الذين تسببوا فى كارثة أم درمان التى كادت أن تعصف بالعلاقات التاريخية مع دولتين عربيتين هما الجزائر والسودان لارتدع الإعلام الرياضى فى باقى المواقع الرياضية الحربية بعد ذلك انتهاءً بمجزرة بورسعيد.
الإعلام الرياضى مسؤول، لكن هناك مسؤوليات أخرى على جميع أطراف العملية الرياضة والاجتماعية والتعليمية التى فسد بعضها، ومطالب الآن بأن يتحمل مسؤوليته الوطنية وبتطهير نفسه من الرموز المتلونة والمتحولة وتفعيل ميثاق الشرف الإعلامى وأخلاقيات مهنة الإعلام وتطبيق القانون بشدة لضبط الأداء المنفلت من بعض الذين تصدروا المشهد الرياضى فى زمن الفساد الرياضى والسياسى دون دراية مسبقة بمعايير العمل الإعلامى وضوابطه ومسؤولياته.
بالتالى لابد من تطهير الحقل الرياضى من أصحاب البيزينس الرياضى ثم نبحث بعد ذلك عن وضع قوانين وضوابط ومواثيق شرف للإعلام الرياضى.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود خالد
كنا...دولة مماليك (من له وظيفة فدخلها له)