مجنونة بنت مجنونة يا كورة.. صحيح والله.. تصور خطفت الساحرة المستديرة أعضاء برلمان الثورة وجعلتهم أسرى لها ولم نكن نتوقع أن يحدث هذا التزاحم على أن يدلو كل عضو بدلوه فى بئر كرة القدم!
الكلام ده بدأت به الرد على سؤال صديقى الجدع ابن البلد حمدى زميل الدراسة وعشرة العمر فى حتتنا، وكان سؤاله هل «الإخوان» ممكن يرشحوا ناس فى انتخابات اتحاد الكرة؟!
بعد المقدمة التى بدأت بها الإجابة معتبرا أن الكرة كانت ومازالت ضمن أدوات الحكم قلت لصديقى المجدع: طبعا ممكن.. ما هو أنت لازم تكون لاحظت أن هناك نجوم كرة حاليين منهم أبوتريكة مثلاً يتحدثون عن الدعوة والأدعية، وأيضاً ظهروا فى التليفزيون فى إعلانات عن إسكان الرحمة وتجارة المرابحة الإسلامية وخلافه، وأيضاً هناك مدربون منهم ربيع ياسين وجمال عبدالحميد، وإداريون منهم هادى خشبة الذى كان يدعو لحزب النور طوال الانتخابات وحمادة المصرى.. كلهم محسوبون على التيار الدينى!
أيضا أعلنت جماعة الإخوان أنها سعيدة بوصول منتخبنا الأوليمبى للدورة الأوليمبية بلندن، بل تخطوا حاجز الصمت والمجاملة معلنين منذ 3 شهور عن تكوين ناد كروى سرعان ما يصعد للعب فى دورى الأضواء والشهرة ليتواصلوا مع الدنيا حولهم وليعلنوا للمصريين أنهم مع المجنونة التى يعشقها 4/3 سكان الأرض!
من وجهة نظرى بدأ التحرك نحو الجبلاية بسرعة التحرك فى اتجاه معاقبة جناة مجزرة بورسعيد ورأينا لجنة تقصى الحقائق والاهتمام غير العادى بها، والذى تعدى بكثير الاهتمام بكل لجان تقصى حقائق أكثر من موقعة آخرها شارع محمود محمود وشارع المنصور.
مشكلة الإخوان هى الطريقة التى يمكنهم من خلالها دخول ساحة الجبلاية دون خسائر لأنهم لم يلعبوا مع الكرة وعالمها من قبل!
لكن يبقى أملهم قائما فى النجوم سواء الذين مازالوا فى الملاعب أو اعتزالوا، حتى لو لم يكونوا على قناعة بالانضمام للأحزاب السياسية المنبثقة عن التيارات الدينية، لكنهم على الأقل «ملتزمون» بلغة المتدينين بمعنى أنهم يصلون ويصومون اثنين وخميس ويرتدون ملابس شرعية يعنى مؤهلون بشكل أو بآخر للتوافق مع أهداف الأحزاب السياسية المتدينة، لكن بطبيعة الحال نجاحهم من سنة أولى كرة قدم غير مضمون.
هنا يظهر النصف الثانى من السؤال وهو: التيار الدينى بكل أحزابه وعلى رأسها الحرية والعدالة لعيب جدا فى مباريات التوافق.. فهل يتوافق مع مجموعة ملتزمة يدعمها وتدخل انتخابات مجلس الجبلاية؟!
الإجابة وارد جداً.. ورأينا كيف اكتسح الإخوان انتخابات نادى الشمس مثلاً.. وانظروا كيف أصبح اللاعبون فى نهم للتضرع إلى الله عقب إحراز الأهداف لدرجة أننا أصبحنا منتخب الساجدين!
انظروا كيف أصبح كل فريق يبيت فى معسكر لابد أن تسمع أن نجومه تجمعوا فى «مقرأة» قرآن أو يصحون مبكراً لأداء صلاة الفجر جماعة، بعدما رسخ فى وجدانهم أن الرجوع إلى الله والزهد أقرب الطرق لتحقيق الانتصارات حتى فى ظل إعداد فنى متدن أو عدم الاعتماد الكامل على العلم!
إلى هنا انتهت إجابتى على صديقى المجدع ابن البلد، لكنه بادرنى سائلاً: لكن السعودية لا تفوز على البرازيل؟!
الحقيقة على لم أجد إجابة وخفت أن يقال إننى ضد التدين والالتزام.. ولعل هذا ما دفعنى لأن أوافق صديقى على أن الإخوان مؤكد لن يفرطوا فى فرصة دخول ملعب الكرة من بوابة انتخابات الجبلاية.. أو على الأقل لن يفوتوا فرصة المحاولة!