خالد الشريف

الأمن قبل الرئيس والدورى!

الأحد، 19 فبراير 2012 10:17 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مازلنا نعيش مأساة بورسعيد الدامية التى راح ضحيتها 74 مصريًا فى ريعان الشباب، سافروا وقطعوا المسافات من أجل الاستمتاع بكرة القدم، لكنهم وقعوا ضحية تعصب أعمى ووحشية بربرية لم تعرفها ملاعب كرة القدم على الإطلاق.. فهى مجزرة وجريمة مكتملة الأركان، المسؤول الأول عنها التعصب الأعمى من بعض الجماهير الذين غفلوا وتناسوا أن الهدف الأول من كرة القدم هو نشر التسامح والمحبة والتواصل بين الشعوب.
نياط قلوبنا مازالت تتمزق على شباب فى عمر الزهور راحوا ضحية مؤامرة دنيئة وتحريض رخيص مارسته وسائل الإعلام الرياضى، وهى غير مبرأة على الإطلاق من المشاركة فى جريمة بورسعيد، فهى تواصل الليل بالنهار من أجل نشر التعصب الأعمى والفرقة بين جنبات الوطن تحت شماعة الرياضة، وهى تقتل الوطن بدم بارد وتستهلك وقت الشباب، وتصدع رؤوسنا بكلام فارغ بعيد عن التحليل الرياض والتشجيع المشروع.. بل إن عشرات القنوات الرياضية يحصل فيها مقدمو البرامج على رواتب خيالية تفوق رواتب أكفأ المدربين وخبراء الكرة، مما أغرى الكثير من المدربين لترك أعمالهم وتفرغوا لتلك البرامج، والتى أقل ما توصف أنها «لت وعجن» وملء لساعات الهواء بأى كلام، وبعض هذه البرامج تستمر من بعد العصر إلى الفجر.. ولا ندرى أى رياضة تلك التى تشجع على السهر فى كلام لا يسمن ولا يغنى من جوع.. وبلدنا فى أمس الحاجة إلى البناء والعمل والإنتاج.. والأغرب من ذلك أن بعض تلك الفضائيات تلح إلحاحا غريبا على ضرورة استئناف الدورى، حتى وإن كانت عودته على أشلاء ودماء الشباب بدعوى تأثر خزائن نوادى الكرة، وهم يغفلون مصلحة الوطن الذى يمر بفترة عصيبة للغاية.
لذلك نحن نطالب بوقفة جادة من تلك الفضائيات التى لا تلتزم بميثاق شرف المهنة ومحاولة الحد منها لأنها تمثل خطرًا حقيقيًا على الشباب وتدمر الرياضة التى يجب أن نمارسها أكثر من مشاهدتها، نعم نحن مع الحرية إلى أبعد حد لكن حبنا للوطن أشد.
أعتقد أن تقرير لجنة تقصى الحقائق المشكلة من البرلمان يؤكد مسؤولية رجال الأمن من دخول وسائل الجريمة «الشوم والأسلحة البيضاء والشماريخ والجنازير» إلى الاستاد وإغلاق أبواب المدرجات أثناء المباراة من قبل مجهولين، فالأمن مسؤول عن تلك الدماء التى سالت، وهو ما يجعلنا نطالب بأن يكون الأمن قبل انتخاب الرئيس وإعطاء الأمن أولوية قصوى فى تلك المرحلة، فلا معنى للبرلمان والرئيس والشعب المصرى يفقد الأمن والأمان فى هذا البلد.
الأمر الأخير لابد للجميع أن يشعر بالمسؤولية تجاه هذا الوطن، وأن تعلو مصلحة مصر فوق مصالحنا الشخصية ونتكاتف ونتعاون من أجل بناء مصر الحديثة التى تسودها الحرية وينعم أهلها بالعدل وسيادة القانون.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة