لسوريا فى الوجدان المصرى مكانة كبيرة، فهى المعشوقة العلنية للمصريين، وهى الحبيبة حتى وإن فرق بيننا الحكام، وهى الصديقة فى أوقات الشدائد والمحن، وهى الأخت الجميلة التى نخشى عليها من البطش والأذى، وهى القريبة والمخلصة والصابرة المثابرة، تطولها النوائب ولا تنال منها، تبقى على جمالها مهما اختلفت الأزمان، تكيد القبح وتهزمه حتى وإن تحالف ضدها الأغبياء، وما أتعسنا نحن المصريين الآن، إذ نرى أختنا الجميلة وقرة عين العروبة تئن ولا نقوى على إغاثتها، وتصرخ ولا نستطيع نجدتها، تنوء بحملها ولا نقدر على مساعدتها، فسامحينا يا سوريا على خذلانك، فالعين بصيرة واليد مكبلة بالعسكر.
تحالف ضدك من يقولون إنهم أبناؤك، ونحن نعرف أنك شريفة عفيفة طاهرة نقية، ما كنت لتحملين سفاحا وتنجبين مثل هؤلاء المشوهين، فلا تحزنى يا سوريا، إن تجاهلتك نشرة الأخبار أو وضعتك صحفنا فى آخر اهتماماتها، فوسائل إعلامنا يملكها رجال الأعمال الذين لا يبتغون من الدنيا شيئا إلا المال، وكثير من مصالحهم بيد قاتلك وحلفائه, تتكاثر المآسى على سوريا الحبيبة، ونحن بالصمت مغلفون، آلاف الأرواح تزهق، وآلاف العائلات تشرد، وآلاف الأطفال ييتمون، وآلاف النساء يغتصبن ويقهرن، شهور على هذه الحال، تمد سوريا يدها لإخوانها، فترجع اليد خالية، وما كنا لنخذلك يا سوريا لو كان الأمر بيدنا، لكنه الهوان الذى دب فى أرواحنا بعد سنين من القهر والصمت والجبن والخوف، وكنا نحسب أننا قد تخلصنا من هذا الصنم الأجوف، لكن ها هو القدر يسخر منا، كاشفا عن الحقيقة المرة التى كان يرددها أمل دنقل: فخلف كل قيصر يموت.. قيصر جديد.
احلمى بعالم سعيد، ولا تحزنى يا سوريا، إذا رأيت صمت الإدارة المصرية عن مجازر بشار، وتاه أولادك الذين وقعوا ضحية نصب المحتالين فى صحراء مصر الغربية، لا يجدون ماء ولا غذاء ولا دواء، فهم هربوا من الموت فى الشام ليجدوا موتا فى مصر، والإدارة المصرية لا تعلم عنهم شيئا، فهى مشغولة بالكائنات الفضائية التى تناوئها وتعلن عليها الحرب، ولا تحزنى إن رأيت أمين عام جامعة الدول العربية «المصرى» يهدد بسحب الدول العربية لسفرائها من دمشق، ثم رأيت وزير خارجيتنا «المصرى» يرفض طرد سفير قاتلك، ولن نحزن نحن أيضا إذا ما رأينا سفير قاتلك يسب مصر ويشتمها ويلعنها ألف مرة بينما قادتنا ساكنون صامتون، فهم أصدقاء لا يغضبون من بعضهم البعض مهما حدث.يسقط يسقط حكم العسكر فى كل مكان وزمان.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
دنيا
وطنى الاكبر
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد عبد الفتاح
اكثر من رائع
عدد الردود 0
بواسطة:
ســعيد متولـى
ســامحينا يا ســوريا .
عدد الردود 0
بواسطة:
ســعيد متولـى
ســامحينا يا ســوريا .
عدد الردود 0
بواسطة:
ســعيد متولـى
إيه رأى الناس الكارهه الجيـش المصـرى ناخد جيشـهم و نديهم جيشـنـا
عدد الردود 0
بواسطة:
ســعيد متولـى
سامحينا يا سوريا سامحيتا يا ليبيـا سـامحينا يا يمـن
عدد الردود 0
بواسطة:
عزة مراد
إلى الأستاذ سعيد متولي
عدد الردود 0
بواسطة:
ســعيد متولـى
رداً على رقـم 7 عـزة مراد