أكرم القصاص

اللى ما يشترى يتفرج

الثلاثاء، 21 فبراير 2012 07:56 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من عالم الإعلان والدعاية يمكن تفسير الكثير مما يجرى الآن على الساحة السياسية والبرلمانية «والتشاتمية»، نحن أمام نجوم وليسوا سياسيين أو حتى مناضلين يعرفون ما عليهم.

وسط زحام من الائتلافات والنواب والمناضلين الأصليين والمزيفين، يفتقد البعض القدرة على الظهور، ويضطر للبحث عن تصرفات تلفت إليه الأنظار، اعتصام أو صراخ أو هتاف أو شائعة عن تعرضه للضرب وتلقيه تهديدات.

لو نظرنا إلى مجلس الشعب منذ جلسته الأولى، سوف نكتشف أن النواب الذين تصرفوا بطريقة شاذة أو لافتة، هم الذين بقوا فى الصورة، ومن غير فى القسم بالإضافة أو الحذف تذكره الناس، بينما كل الذين قرأوا القسم بالطريقة الطبيعية تاهوا فى الزحام. نتذكر النائب الذى رفع الآذان والنائب الذى شتم أو هاجم، بينما النائب العادى لم يلتفت إليه أحد.

وطبقاً لنظرية «النائب الذى عض فلانا» فإن الإعلام من صحافة و«توك شو»، يهتم أكثر بالنائب الذى يشتم أو يصرخ، بينما الذى يقدم استجواباً لا تلتفت إليه الكاميرات.

فى البرلمان تم التركيز على قضية نقل مبارك إلى السجن أكثر مما ركز على الأموال المهربة، وبمستشفى ليمان طرة أكثر من أحوال مستشفيات المواطنين التى تخلو من العلاج، اختفى التأمين الصحى، وتم نسيان اللجنة التى تشكلت لاستعادة المليارات المنهوبة، ونسينا مجزرة بورسعيد، وتحول الوفد الشعبى الذى زار المدينة إلى خطباء يتحدثون عن أنفسهم ويسبون ويلعنون، تاهت بورسعيد والمجزرة والمصالحة والمتهمون، وسط سعى كل ناشط أو نائب أو ناشطة، لجذب الأضواء، وأصبحت زيارة بورسعيد من أجل تلميع النواب والنشطاء لأنفسهم، ولم يقولوا ماذا فعلوا أكثر من إلقاء الخطب الحماسية والهتاف والعودة، وكل منهم عينه على الكاميرا وليس على القضية، حتى معركة الشتيمة كانت جزءا من «الشو» وليس من العمل البرلمانى أو السياسى.

قضية الشتيمة انتقلت من الشارع إلى البرلمان، ودارت مناقشات حول اعتذار نائب الشتائم عما بدر منه، وهو أمر جعله محط أنظار الكاميرات، وانقسم الناس حوله بين مؤيد ومعارض، لكن المهم أن النائب ظل تحت الضوء، حتى لو لم يقدم الدور الرئيسى له فى العمل البرلمانى.

العديد من نواب الكاميرا يثيرون الغبار والضجيج، لأن كلهم أو أغلبهم غير مشغولين بالعمل البرلمانى رقابياً أو تشريعياً، وهى أنشطة تحتاج إلى جهد ووقت وقراءة ودراسة وفتح ملفات، وعمل حقيقى وليس مجرد فرجة. هم نجحوا فى تقديم فقرات للفرجة، ولم يعبروا المسافة بين كونهم نشطاء وكونهم نوابا امتلكوا سلطة يجب أن يوظفوها كلها.

تفرجنا على الخناقات والمشاجرات والشتائم، لكننا لم نشتر منهم عملاً برلمانيا أو سياسيا يناسب خطابهم، الذى يتكرر بلا نتيجة غير كونهم يقدمون عروضا فى سيرك العمل العام.. كثير من التنطيط قليل من العمل. «واللى مايشترى يتفرج».





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة