سليمان شفيق

تطبيع برلمانى مع الحلول العرفية

الأربعاء، 22 فبراير 2012 10:20 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فوجئت، مثل غيرى، ببيان اللجنة البرلمانية الخاصة بأحداث قرية النهضة بالعامرية، حيث جاء البيان «تأكد من عدم وجود تهجير للأقباط وأن ما تردد ترويج إعلامى»!! بل أدان البيان ما سماه «بعض الممارسات الإعلامية»!
وازداد اندهاشى حينما طالعت أسماء أعضاء اللجنة، كلهم نواب محترمون لهم وزنهم، وأغلبهم يقدرون الإعلام، بل ومع احترامى الكامل لهم لعب الإعلام دورا كبيرا فى تقديمهم للرأى العام، بل إن بعضهم مثل أبو العز الحريرى وعمرو الشوبكى ومصطفى النجار كتاب وباحثون يعرفون جيدا أهمية الإعلام، وأعتقد أن معظم أعضاء اللجنة يعلم أن البيان ينافى الحقيقة، وانتابنى شعور أنهم لو كانوا متأكدين من صدق البيان ما كانوا فوضوا أحد النواب الأقباط فى تلاوته وكأنهم يقولون: «القضية ليست قضيتنا وإذا توافق أصحاب وجهات النظر الدينية حول الأمر فلنصمت نحن».
الغريب أن اللجنة لم تنعقد بالقرية، ووفق ما نشر فإن اللجنة قد اجتمعت بقرية أبو عمرو ببرج العرب وعقدت المؤتمر الصحفى هناك.
السبب الآخر المثير للدهشة أن مصطلح التهجير تداوله الإعلام نقلا عن لجنة حقوق الإنسان بمجلس الشعب، التى حينما ناقشت القضية، طالبت بحذف كلمة «التهجير» من المحضر العرفى وذكر كلمة «التفريق» بدلا منها، ناهيك عن أنهم جميعا لو اطلعوا على المحاضر العرفية الثلاثة لتأكدوا أن هناك تهجيرا قسريا حدث، وليس أدل على ذلك مما جاء بأحد المحاضر المؤرخ بتاريخ 1/2/2002 وجاء فيه:
تم الاتفاق على البنود التالية:
1 - خروج أبى سليمان من المنطقة من باب درء المفسدة وحفاظا على حياته هو وأولاده.
2 - تتحمل اللجنة مسؤولية إحضار مشترين للمنازل الخاصة بأبى سليمان خلال ثلاثة شهور وتتحمل تحصيل مبالغ الكمبيالات الخاصة «بأبى سليمان»، ترى بماذا نسمى أو نفسر هذين البندين «كرم ضيافة» أم طرد؟
أيها النواب الأعزاء المحترمون.. ما حدث هو الترويج الإعلامى بعينه، ومحاولة لطمس الحقائق وتزييف الوقائع، إننا أمام أول حالة تطبيع بين السلطة التشريعية الممثلة فى ذلك الوفد والسلطة التنفيذية الممثلة فى محافظ الإسكندرية من جهة، وبين الحركة السلفية ممثلة فى نوابها المحترمين، ونواب أساقفة البلاط البابوى المعمدين سياسيا ببركة تعيين المجلس العسكرى من جهة أخرى.. عفوا أيها الأعزاء والنواب المحترمون، فالإعلام ليس حصان طروادة لكى تختبئوا فيه من أجل تقديم أقباط النهضة قربانا لمصالح السلفيين المسلمين والمسيحيين، وكيف يأمن المهجرون على أنفسهم بالعودة واللجنة ذاتها خافت أن تعقد اجتماعها فى قرية النهضة؟ هل لديكم تفسير آخر؟ أقول قولى هذا وأستغفر الله لى ولكم.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة